DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الوسط الرياضي والفوضى الخلاقة

الوسط الرياضي والفوضى الخلاقة

الوسط الرياضي والفوضى الخلاقة
أخبار متعلقة
 
لا يمكننا عزل ما يحدث من فوضى خلاقة- إن صح التعبير- في وسطنا الرياضي دون أن نعترف بتراكمات متتالية من الأخطاء تم تجاهلها وعدم تشخيصها ومعالجتها، وهي تحبو في بدايتها. فبعض الحروف يركبها عفريت، وبعضها يطير كحمامة سلام، وبعضها ما بين السم والعسل. لكن المؤكد أنها تتراقص فرحا تارة، وترقص من شدة الألم تارة أخرى، وأحيانا يحسبها البعض أنها ترقص وهي مذبوحة كالطير الذي يتراقص وتتقاطر منه الدماء بعد ذبحه. كل الكلمات هي الحروف وكل الجمل كذلك وكل أمهات الكتب ما ولد منها وما ينتظر هي أيضا حروف. يا له من حرف كيف تمدد حرا ومقيدا ومندسا ومتسللا وذكيا وغبيا، لكن ألمه وقسوته الأكثر فتكا عندما يكون محرضا، فيدفع الآخرون ثمن جنونه الذي يلهب المشهد، ولا تبقى وردة في اليابس إلا أحرقتها، ولا سمكة في بحر إلا قطعت أنفاسها. لكن الغريب في الأمر أن الكثير ممن كانوا يتلاعبون بالحروف، ويصفقون للفكرة أو الاتحاد أو النادي أو المسؤول لفترة طويلة ينقلبون رأسا على عقب في لحظات لمجرد أن التيار أصبح ضد مَنْ يؤيدونهم أو يؤمنون بفكرهم، فهم يتبعون المثل الشعبي (إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه). ذلك المثل الشعبي ينطبق على السواد الأعظم في المشهد الرياضي، فبالأمس القريب كان المدح يوازي شعر المتنبي، واليوم نفس الشخص وضع ضمن فئة هذا الشخص المشجع والإداري والإعلامي وعضو الشرف والمدرب والنجم، هو مَنْ يصل ذمه لشعر الفرزدق. في المشهد الرياضي تواصل الضحك حد القهقهة، فمَنْ كان نجما في الماضي في نظر البعض أصبح اليوم لاعبا هامشيا لا يفرق بين الكرة والبطيخة لنفس صاحب النظرة الأولى. تتبدل المواقف كثيرا، فمَنْ شاهدته يقبل رأس الرموز أصبح يحاربهم، ومَنْ يمتدح النجوم أصبح يذمهم، لا لشيء وإنما لهامش في الحياة يأتي ويذهب. تغير وجهات النظر أمر طبيعي في الإطار الطبيعي، أما مَنْ يمتدح بأبيات المتنبي وفجأة ينقلب لذم بأبيات الفرزدق، فالأمر لا يخرج عن أمرين كلاهما مر ولا يمكن ذكرهما واستعراضهما. لا يمكن فهم هذه المعادلة إلا في إطار واحد فقط، وهو «مساء الخير لأهل الخير» لا أكثر ولا أقل. أسماء كثيرة يحمل قلبها الطيبة، وقدمت الغالي والنفيس في عملها سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه، سواء لاعبا أو إداريا أو رئيسا أو مدربا وفي الاخير تجد أشخاصًا يحاولون النيل منهم. الحرف هو أول الطريق لتفجير الحجر والبشر، ذلك الحرف عندما يتحول لجملة وكلمة وخطبة ومحاضرة وندوة، وكل فنون الكتابة والخطابة. فتشوا عن هؤلاء الذين يتلاعبون بالحروف من أجل مصالحهم الشخصية ستجدونهم بكثرة، وبكثرة جدا جدا جدا.