DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الملهاة الفلسطينية في زيتون الشوارع

الملهاة الفلسطينية في زيتون الشوارع

الملهاة الفلسطينية في زيتون الشوارع
الملهاة الفلسطينية في زيتون الشوارع
أخبار متعلقة
 
في الأدب الفلسطيني تُجبرنا الصفحات ألا نرحل قبل رحيلها، ومعها نبثُّ ما كتمته الأيام على صدورنا، فتعيدنا لفلسطين وتعيد فلسطين لنا - ولو على قدر الأحلام - زيتون الشوارع رواية من سلسلة روايات ملحمة الملهاة الفلسطينية للأديب العربي الفلسطيني إبراهيم نصر الله. صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2002 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ومن ثم صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون. ولأن النسج الأدبي يستطيع أن يأخذنا إلى حيث كانوا فنتخيّل تفاصيل يومهم بمآسيه وأفراحه، لأجل ذلك أختار دائمًا من الروايات الفلسطينية كي تنقلني لقداسة القدس وساحات النضال وزغاريد الثكالى، فكتب التاريخ مهما حُبكت لن تستطيع نقلك بالكليّة إليهم ولأيام لم تولد فيها بعد. في الراوية تدور الأحداث حول نساء فلسطين -المخيّم- الثلاث واللاتي يمثلن كل فلسطين بأفكارهن، وكأن إحداهن تروي جنونها كما يعتقده كثير من شخصيات الرواية للكاتب «عبدالرحمن» راغبةً في ظهور مأساتها لعالم فسيح، الغموض فيها يجعلك تُسقط مواقفها على مفاهيم، أشياء، حقوق، أشخاص في حياتك وتتحرر من الشخصنة الإنسانية فقط -هذا ما حدث لي- حيث رأيت سلوى في بعض السطور هي فلسطين ورأيت سلوى في سطور أخرى هي بعض العادات المقلقلة عندنا، لا أعلم إن كان هذا مبتغى إبراهيم لكنه حدث أن تحررت من الشخصيات إلى عالم فسيح أفسح. وكان للحب حضور طاغٍ بسموّه لدى النساء الثلاث كلهنّ «حب الشهداء، وحب المجانين»، تلك التي ضمته لأول مرّة لتوقف نزف صدره الذي رحل بسببه، وتلك التي ذهبت تبحث عن يده في ساحات القتال قبل دفنه، وتلك التي تعيش معه في بيت الدرج ولديهما «كاسة شاي واحدة». يلخّص إبراهيم سر روايته في سطرٍ منها: كلما أصبحت جزءًا من فكرتك، قالوا إنك موشك على الجنون، أما حين تصحبها فإنك الجنون نفسه! كأن هناك مسافة أمان لا بدّ منها بينك وبين نفسك! هذا رأي المؤلف ورأي البعض أيضاً أن الإيمان بالفكرة وحده كاف لانتزاع العالم من غاصبيه، فكيف إن ساير الإيمان عمل؟! ماتت سلوى الوهم -ربما- في نهايتها، لكن جنونها سيستمر في جيل فلسطين، ليغنّوا كما يغني خميس دائما: يا ويل عدو الدار * من ثورة الأحرار... لنهايتها يقع عنوان الرواية في هامش من فكرتها وليس أساسًا، لكنه سيضيف لك الكثير حينما تعرف حال زيتون الشوارع المهجّر من البيوت الفلسطينية.