يحق للمملكة، قيادة وشعبا، أن تفخر بما أنجزته من عمل سياسي هائل وبارع، خلال يومي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعقد القمم الكبرى الثلاث في الرياض. لقد كان لافتا للإعلام العربي والدولي، عدا الاجتماعات والاتفاقيات، هذا التنظيم البارع، الذي استوعب أكثر من خمسين رئيس دولة بكل اعتباراتهم وتحركاتهم ووفودهم وإعلامييهم. ولا بأس هنا أن أروي لكم رسالة بعثت بها لي صديقة من لندن، تعمل في مجال العلاقات العامة، سألت فيها عن سر الخلطة السعودية في تنظيم مناسبات ضخمة من هذا النوع. كأنها أرادت أن تقول: من أين لكم هذا أو أين تعلمتم أو تدربتم.؟! الجواب لها ولكم، أن السعوديين، خاصة جيلهم الحديث، تعلم في جامعات دولية مرموقة، وكسب من المعارف والخبرات ما جعله منافسا قويا لقدرات شباب الدول المتقدمة، فضلا عن كون السعوديين، وأنا منهم وأعرفهم، يعملون بجهد وكد ويبدعون متى وضعوا في المكان الصحيح ومحضوا الثقة بأعمالهم وقدراتهم. ولذلك لن أستغرب أن يأتي من يسأل هل هؤلاء الذين شاركوا في أعمال تنظيم القمم الثلاث، قيادة وتشغيلا، هم أولئك الذين يقال عنهم كسالى ويحبون الدعة ويتركون الأعمال المحترفة والصعبة للأجانب.؟! ليس ثمة ما يرد به على هذا السؤال، كما هو حال سؤال صديقتي اللندنية، سوى أن الناس تبني تصوراتها على انطباعات ومنقولات لم تثبتها تجربة ولا أكدتها أبحاث علمية موثقة. الشباب السعوديون، رجالا ونساء، الذين ساهموا في تحقيق هذا النجاح الكبير ونالوا فخر بلدهم بهم، هم الشباب الذين يحققون ريادات أعمال مرموقة ويتقافزون إلى الابتكارات والتقنيات الحديثة بالآلاف، بمبادرات رسمية وفردية، ليقولوا إنهم على مستوى المرحلة التي تعيشها بلادهم في هذا العالم الذي يعول كثيرا على مواهب وقدرات شبابة.
وما هو أكيد أن قمم الرياض، كما قدمت المملكة باعتبارها الدولة العربية والإسلامية القادرة على الفعل السياسي والاقتصادي والعسكري، قدمت شبابها باعتبارهم من أهم عوامل فخرها وتفوقها في الحاضر والمستقبل.