وزارة التعليم- ومعها الوطن بأكمله- بحاجة ماسة إلى مراجعة نظام التقويم المستمر، الذي حل كبديل للاختبارات في صفوف المرحلة الابتدائية!
فعلى منتجات مراحل التعليم تقوم نهضة المجتمعات، وحجر أساس هذه المراحل مرحلة التعليم الابتدائي، وبالتالي يجب أن نكون أكثر حذرا في التعامل معها، فأي خلل هو خلل ذو آثار متعدية وخطيرة، وعلى من؟! على الإنسان الذي هو الاستثمار الحقيقي لأي مجتمع!
مراجعة نظام التقويم المستمر، هو وجهة نظر مجموعة عريضة من التربويين، خصوصا من يعيش في الميدان بالقرب من الطلاب، ويعايش الضعف الحاصل لديهم في أمور أساسية كالقراءة والكتابة، وهو أمر يتبين بوضوح في المراحل المتقدمة، فبعض طلاب المتوسطة والثانوية، بالإضافة إلى رداءة الخط، لا يستطيع أن يكتب أو يقرأ كلمة صحيحة، فكيف سيتفوق إذن في الرياضيات والفيزياء والكيمياء؟! كما أن نتائج الاختبارات الدولية التي شارك فيها طلابنا تعطي رسالة أكثر وضوحا وتحديدا، أن هناك خللا في القراءة والكتابة يجب أن يدرس وتوضع له الحلول! قد يكون نظام التقويم المستمر مناسبا لبيئات معينة، لها ثقافتها وعاداتها، ولكنه ليس بالضرورة مناسبا لكل بيئة، فاستنساخ التجارب التربوية والإدارية كأخذ شجرة من تربتها ومحاولة زراعتها في تربة جديدة، بينها وبين الأولى آلاف الكيلو مترات! نتمنى أن تتوجه وزارة التعليم إلى دراسة وضع نظام التقويم دراسة جادة، من خلال لجنة فاعلة، يرأسها الوزير وتضم نخبة من التربويين، بمن فيهم مجموعة من العاملين والعاملات في الميدان التربوي، والأكاديميين، وتراجع نظام التقويم المستمر مراجعة جادة، فإن وجدته صوابا فالحمد لله، وإن كان عكس ذلك جرى تغييره كيلا يحصد المزيد من الطموحات.
باختصار: الوضع يستدعي ذلك، ولذلك يجب ألا نتأخر!