زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، تؤسس لانتقال تاريخي جديد، يضيف معاني جديدة لطبيعة الشراكة والتحالف العميق بين البلدين لقرابة تسعة عقود من العلاقات الشاملة والمتكاملة، ولعلها تكتسب قيمة إضافية من واقع القمم التي تعقد خلالها، أولها: ثنائية مع المملكة، وثانيها: مع دول مجلس التعاون، وثالثها: مع الدول العربية والإسلامية، وهذه القمم تؤكد فعالية القيادة السعودية وأدوارها الحيوية في العالم. فيما يتعلق بثنائية العلاقات، فإن ما تم توقيعه من شراكات واتفاقيات تسهم بصورة مباشرة في تعزيز الصلات والارتباط القوي بين البلدين، وتساعد كليهما في تحقيق نسب نمو مقدرة في اقتصادياتهما، وبما أننا في خضم تنفيذ رؤية المملكة 2030 فإننا نستفيد كثيرا في مجال تأسيس صناعات إنتاجية ضخمة، تقطع أشواطا كبيرة في الوصول للغايات الإستراتيجية التي نتطلع إليها من خلال الرؤية، التي تم تصميمها من أجل توسعة القاعدة الاستثمارية وابتكار فرص جديدة تواكب العصر والتطلعات للنمو الاقتصادي. اتفاقيات الشراكات الاقتصادية والاستثمارية تسهم بدور كبير في تطوير الموارد البشرية الوطنية وتوطين التقنيات الإنتاجية، وذلك هدف أصيل فيما يتعلق بالرؤية والتحول؛ لأنه من المهم أن تتسع الاستثمارات من أجل خلق ظروف إنتاجية أكثر ابتكارا واستيعابا لطموحات الشباب وتمكينهم من العملية الإنتاجية بخيارات واسعة ومتعددة، وذلك يقود بدوره بصورة تلقائية إلى تنويع الاستثمارات ومصادر الدخل، وفي نفس الوقت حصول شبابنا على فرص نموذجية؛ لاكتشاف قدراتهم واكتساب الخبرات والتأهيل الضروري لممارسة الأعمال. بالنسبة للقمة الخليجية الأمريكية، فإنها تأتي أيضا في تدعيم صلات دول المجلس بالحليف التاريخي ومواجهة تحديات المنطقة بصورة جماعية فرضا لأمنها واستقرارها، وكلما ظلت الأبواب مفتوحة للتعاون والتنسيق، فإن ذلك يخدم الأمن والسلام والاستقرار، ليس على الصعيد الإقليمي وحسب، وإنما على الصعيد الدولي أيضا، الذي يحتاج لهذه المنطقة هادئة ومستقرة لتأثيرها الكبير في طاقة العالم. أما القمة العربية الإسلامية الأمريكية، فإنها تتويج لجهود المملكة في تكوين تحالفات ذات امتدادات دولية؛ لمكافحة الإرهاب وتحقيق السلام والتعايش بين دول العالم، ما يعزز الدور الدولي والإنساني للمملكة وقيادتها، وحرصها على كل ما يخدم بني الإنسان، دون مزايدات أو تخريب لعلاقات الدول، كما يفعل المتطرفون والطائفيون الذين يتطفلون على غيرهم من الدول ويسهمون في تخريب أمنها واستقرارها؛ ما يتطلب معالجات دولية وإقليمية جماعية حاسمة وحازمة، وذلك ما نتوقعه من خلال هذه القمم واللقاءات، التي تعزز صداقات الشعوب وتوحد كلماتهم ضد كل شاذ عن المسار السلمي.