إن كنت ممن يهتم بالنشرات والأخبار الصحية التي تحذرك من نسبة الدهون الفلانية في غذائك، وكمية السكر والملح في طعامك اللذيذ.. فأنت إنسان تهتم لصحتك، ولأنك كذلك عليك أن تفهم أن مدمرات الصحة الجسدية والنفسية والعقلية بل والحياتية، ليست في طعامنا وشرابنا وقلة حركتنا فحسب.. إنها في درجة اليأس والحزن والكآبات العابرة في حياتنا.. إنها في الروتين والصرامة التقليدية في عيش الحياة.. مدمرات الصحة والمتعة وراحة البال، قد تأتيك أحيانا ملغمة في أشخاص، نكديين أو شكاءين أو متشائمين تواجههم في محيطك الاجتماعي باستمرار.. مثل هؤلاء حاول ان تتخلص منهم سريعا.. وهذه نصيحة قد لا تأتيك في نشرة صحية تحذرك على محمل الجد من الكوارث النفسية والصحية التي يخلفها هؤلاء في حياتك.. كوب من القهوة مع قطعة شوكولا سمراء تتوحد بها مع نفسك، أو تشاركها شخصا يبعث السعادة والمتعة في وقتك، هي أكثر عافية من وجبة صحية أخرى تأكلها في حالة حزن، أو تشاركها شخصا نكديا أو كريها.. لا تشاهد وتقرأ الأخبار السياسية بالعمق الذي يبعث في نفسك الخيبة والحنق.. لا تتفاعل مع الأحداث والقضايا في حياتك بالجدية التي تستنزف معها طاقتك، وتبعثك إلى زوايا الكآبة والوجع.. تأكد ان التحذيرات الطبية تفرط في التنبيه من الأقل كارثية وضررا علينا.. تأكد أن المحيطين بك في أحوال كثيرة يفرطون في تحذيرك من الأمور التي قد تضر بك جسديا إذا كانت مصالحهم ستتأثر في حال فقدك أو تأذيك، وكذلك العكس. لن تجد بسهولة إنسانا يخاف عليك من الألم أو الأسى الذي قد يتوحد بك ويدمرك نفسيا، وحدها ذاتك من يجب عليه أن ينتبه ويحذرك من مدمرات الصحة القابعة في التحليل المفرط للأمور، والتماهي مع النظرة السوداوية والناقدة لقضايا المجتمع..
أيضا البقاء مع المحبطين المتلونين، معاشرة أنصاف الأصدقاء، أنصاف الأوفياء، أنصاف الآدميين.. أمثال هؤلاء يشوشون رؤية جمال الحياة في عينيك.. تشعر بوجودهم أن الحياة ليست منصفة، وأنها خلقت بنصف جمال ومتعة، في حين أنها ليست كذلك..إن كنت تنشد مشروعا للعافية في حياتك اجتث منها هؤلاء.. تخل عن الأمور التي تأخذ من وقتك وجهدك وتفكيرك، مقابل عطايا بخسة.. لا بأس أن تتخلى عن (الجزء العسر من أحلامك).. ذلك الذي يأبى أن يتحقق، ذلك الذي يشعرك بالعجز وقلة الحيلة كلما حاولت إيقاظه في واقعك.. تعلم التخلي عن كل ما يستبيح قيمة صحتك النفسية والجسدية مقابل وهم أو ثمن بخس..