يعتبر المقيم الهندي اخطر شمس، البالغ من العمر 45 عاماً، الأشهر بين عائلات منطقة محاسن بالأحساء، حيث كرسَ كل حياته في مهنة «السياقة» منذ 25 عاماً ويعتبرها مصدر عيشه وكسب ماله لمساندة عائلته ومتابعة ابنائه لدراستهم الجامعية.
يقول «اخطر»: جئت الى المملكة قبل ٢٥ عامًا كسائق تابع لعائلة سعودية كانت وما زالت تعاملني كَفرد منها، وعملت على توصيل ابنائها ثُمَّ أبناء الحي الذي أقطنُ فيه، وقبل 8 أعوام اشترى لي كفيلي حافلة لنقل الطلاب والطالبات بعد ما زادت حاجة إخوتي الأصغر سنًا، كما ساعدني في استقطابهم للعمل في الأحساء، وبعد مجيئهم تغيرت حياتي الى الأفضل حيث اصبح العمل مُيسرا بعد تقسيم الأعمال بيني وبينَ إخوتي، بحيث يعمل اخي صادق على توصيل طلاب المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية وانا أقوم بتوصيل الطالبات، مما أدى الى رفع دخلنا الشهري ليصل من ١٥ الى ٢٠ ألف ريال شهريًا، ذهبت الى الطائف وأبها ولم أجد مثيلا للأحساء هذِهِ المدينة الطيبة التي اشكر ربي كل يوم على وجودي بها، حيث وجدت حسن المعاملة وطيبة القلوب في اهلها، والجميع هنا ولله الحمد يعرفونني جيداً ويأتمنونني على أبنائهم ويعتبرونني أخا أكبر لهم، والحقيقة ان عملي بالمملكة مكنني من الحاق أشقائي بأكبر الجامعات الهندية واستطعت توفير عمل لهم في المملكة بعد انهائهم الدراسة بالعديد من المجالات، وأدين بالفضل الكبير للأسرة التي اعمل معها، حيث وفرت لي كافة الامكانيات التي استطعت من خلالها جمع مبلغ استطيع به تأمين نفسي واسرتي حال العودة الى وطني، وفي الحقيقة ترددت كثيرا في قرار العودة الى الهند لأنني لا اشعر بارتياح الا بالاحساء، واشعر انني جزء هام وكبير منها، واساهم في توصيل أسر المحتاجين بدون مقابل في الكثير من الحالات، واعتبر ذلك جزءا صغيرا من رد الجميل لاهل الاحساء، واعرف كافة مدن ومحافظات المملكة، حيث ذهبت الى اغلب المناطق في المملكة وعرض علي العديد من الوظائف والتي قد تفوق دخلي هنا، إلا انني ارفض اي عرض لأنني لا اجد الراحة النفسية الا هنا، وأنصح دائماً الشباب الهندي من اسرتي واصدقائي بالعمل في المملكة؛ نظراً لانها بيئة عمل مثالية ومرتبة وبها العديد من المزايا التي يلمسها الجميع.
