التطور في أي مجال يحفز لمزيد من الإنجازات، وكذلك قانون السوق كلما تصاعدت المكاسب توسع النشاط، وفي هذا السياق ومع تطور عمليات الاستثمار في كل ما يمكن أن يدر دخلا ويحقق عائدات مباشرة فإن الرياضة لا تبدو بعيدة عن مسار الاستثمارات، خاصة بعد إقرار الحكومة خططا لتحويل الأندية الرياضية المملوكة للدولة إلى شركات خاصة، وتوجيه الهيئة العامة للرياضة بتسهيل إصدار التراخيص والإجراءات القانونية. إذن، الخصخصة الرياضية هي تنظيم المستقبل القريب الذي ينبغي أن تستعد له الأندية وتدرس إمكانية وفرص الاستثمار الرياضي فيها، ولعلنا في هذا الإطار ومع صعود نادي الجبيل الرياضي إلى مصاف الدرجة الثانية لأول مرة بتاريخه وكذلك تحقيقه ميداليات عالمية في لعبتي الكاراتيه والتايكوندو، أن يكون من ضمن الأندية الأولى التي تبادر إلى دراسة خصخصته طالما أنه يتقدم ويواصل مسيرته التصاعدية التي جاءت من خلال فكر إداري ودعم قوي من رئيس مجلس الإدارة وبقية الأعضاء، عطفا على عراقة النادي وتمثيله لأحد أهم المناطق الصناعية والاستثمارية في المملكة. مجلس إدارة نادي الجبيل برئاسة أحمد الخنيني حقق الإنجاز التاريخي من واقع الفكر الإداري، الذي انعكس على مناشط النادي فحقق تلك المنجزات، وإذا وضعنا تلك الجهود في سياقها الاستثماري فإن الرئيس استثمر في اللاعبين بصورة تواكب متطلبات ومقتضيات الخصخصة بما يضعه على أعتاب توجهات الدولة في هذا المجال، وذلك أمر يستحق الشكر والتقدير لكل مجلس النادي ولاعبيه ومشجعيه من أبناء هذه المحافظة الصناعية والاستثمارية التي تضع الآن نفسها أمام التحدي بمواصلة المشوار الى دوري جميل والمشاركة الإقليمية والقارية في لعبة كرة القدم، وقد بذلوا جهودا جبارة من أجل الوصول الى هذه النتائج المشرفة رغم الإمكانات المحدودة وتحملهم كثيرا من الصعاب لتحقيق هذا الإنجاز. لن يجد نادي الجبيل صعوبة في ريادة الخصخصة؛ لأن البنية التنظيمية والأساسية لذلك متوفرة، فشركات المحافظة يمكنها أن تكون خير داعم وسند لرئيس المجلس الذي وصل بالنادي الى هذه المراحل المتقدمة من التنافس والإنجاز، ويمكنها أن تقدم الكثير في دعم برنامج الخصخصة ورفع مقومات الاستثمار فيه، ومن واقع معرفتي بمجريات النادي وحرص رئيسه وعزيمته الاستثمارية فهو قريب للغاية من تحويل النادي الى مؤسسة رياضية يمكنه أن يقودها بذات الروح والعقل الإداري الى الوضع الاستثماري المثالي، وسيجد أبناء المحافظة وشركاتها في مقدمة المساهمين لتقديم واقع نموذجي لخصخصة الأندية، لأنه كما ذكرت فإن البنية التحتية متوفرة والنادي ينتمي الى محافظة استثمارية بالدرجة الأولى فحري به أن يقود هذا التوجه ويقدم فيه تجربة بذات الاحترافية الإدارية والمهارية التي أوصلته الى المنجزات التاريخية التي بلغها الآن، ونتوقع أن يستمر فيها بما يتوافق مع طموحات إدارته وأبناء المحافظة، الذين لن يترددوا في مواصلة دعمهم لمجلس النادي ورئيسه الذي قدم الكثير من أجل ذلك وتبقت له هذه الخطوة ليصل بها إلى غاياتها التي تسهم في رفع اسم النادي عاليا في التنافس الوطني والقاري.
