ينشغل بعض المديرين كثيرا بما يكتب عنه ويقال، سواء داخل المؤسسة أو في المجتمع المحيط، أو في مواقع التواصل الاجتماعي! ولو كانت المشكلة بمجرد الانشغال لهان الأمر، وليس بهين! المشكلة الحقيقية أن القائد الذي يأخذ مكان القيادة الرفيع، يُنتظر منه أكثر من مصارعة طواحين الهواء بمحاربة جيوش الأسماء المستعارة، والبحث والتنقيب عن مصادر الأحاديث السطحية المتداولة، وشراء الولاءات التي هي من بداية التاريخ لمن يقدم أكثر! وفي هذا إضاعة لفكر ووقت وصحة القائد، وفي أحيان كثيرة أموال المؤسسة، في صراعات عبثية، لا يمكن أن يكون لها نهاية، والسعيد من وعظ بمن سبقه! وحتى نصل لحل يساعد المدير على الخروج من هذه الدائرة المرهقة، أعتقد من خلال التجارب الإدارية الحية والمشاهدة، أن الحل واضح وضوح الأهداف في فكر الناجحين، ويتمثل في: المشروع! عندما يوجد المشروع ينشغل المدير والعاملون معه ومجتمعه بشيء عظيم، وبالتالي يجد الجميع البركة في الوقت والميزانية والعلاقات، فيدعم مشروعه الصادقون، ويدافع عنه العقلاء، وهم من أعظم التجارة، وعندما يغيب المشروع تضعف الهمم، ويُنشغل بالتوافه، فيكثر المهاجمون، ويقل المدافعون! ومن أين المشروع؟! عندما تكون الهمة عالية، والنية نقية، يأتي المشروع، فقد يكون مشروعا يبحث عمن يحييه ويبني عليه، فالأشخاص يذهبون وتبقى المشاريع، حتى ولو ظن البعض أنها أزيلت! الأهم والذي يجب التركيز عليه: أن يكون المشروع مبنيا على أساس متين؛ كيلا يكون وبالا على الجميع، فمشروع هدفه المصلحة الشخصية، مشروع قصير العمر ولا يستمر طويلا، ومشروع يقوم على فلاشات الإعلام والتلاعب بالأرقام، ستفضحه نفس الكاميرات، فالكذب حبله قصير وصاحبه مفضوح، ومشروع يعيش على المثاليات والنظر باستعلاء للمجتمع، سيسقطه المجتمع! وكل شيء ليس لله منزوع البركة وقليل النفع! باختصار: الحياة مشروع! فإن لم تقم مشروعك ستُجبر على أن تكون جزءا من مشروع غيرك!