هناك درجات من الحب لا يبلغها ولا يفهمها الأشخاص العاديون (أصحاب العقلية النمطية).. فإن تفاجأ أحدهم بقصة حب فريدة أو مميزة خارجة عن المألوف، شكك بها وأحيانا قبح ذائقة أو نوايا أبطالها!! ذلك أن طريقته في فهم الحب مستمدة مما لقنته إياه ثقافته المحلية والتقليدية أو تنشئته الاجتماعية، وأي نموذج حب خارج هذا الإطار يعتبره شذوذا عن المألوف الذي يفهمه.. إذا أردنا أن نفهم هذا الواقع أكثر، لنقف على قصة الرئيس الفرنسي ماكرون، وهي تتداول على الألسنة والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.. فهناك من طعن في نوايا ذلك الحب والارتباط، وآخر في الذائقة.. وهناك الحسدة، الذين استكثروا على «بريجيت» زوجة ماكرون أن تكون سيدة الإليزيه وسيدة قلب الرئيس.. بالمناسبة يبدو أن رؤساء فرنسا ليسوا سياسيين من الدرجة الأولى فقط، بل هم عشاق من الدرجة الأولى أيضا! فقد سبقت قصة ماكرون مع الحب، قصة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أثارت بطولاته الغرامية الجريئة مع زوجته كارلا بروني قبل أن يتزوجها الرأي العام في فرنسا والعالم كله.. ومع أن الوجاهة أن تحتفي بقصة ماكرون أكثر من ساركوزي إلا أن محاولة تشويهها كانت شرسة.. إن لم تؤمن بمبادئ غرام أصحاب الدرجة الأولى من الحب في حياتك، فهذا شأنك، لكن لا تستهجنها في حياتهم.. لهم حريتهم كما لك.. عشاق الدرجة الأولى، هم أصحاب الحب الأصيل، لا يقبلون بأقل من درجة القران تأصيلا لشعورهم..
همسة في أذن المحبين وليس الغاوين: إن كنت ذلك الأعزب الفريد بذائقته، الذي امتلأ قلبه بحبيب لم تجتح عينيه وأضلعه سواه، لا تتأن، واختطف حبيبك من الزمن والمسافة والظروف وكل الفواصل، وكن قرين روحه حتى الممات.. طبعا هذه الهمسة لا تخص أنصاف المحبين، ولا المرجفين.. ولا أصحاب النزوات والقصص العابرة.. هي للأصيلين الشجعان في الحب.. المهم ألا تكون عاشقا من الدرجة الأولى مع من لا يستحق.. إن لم تبرك الحياة بمن لا يستحقك امض وحيدا، او ابق منتظرا بلا وقت ولا زمن في ميعاد مفتوح مع صدف القدر.. وإن كنت أقل طموحا أو عزيمة وصبرا من ذلك، انتق شريكك حسب مقاييس المقاربة والملاءمة الاعتيادية، وستمضي الحياة..