كنت قد هممت بكتابة مقال هذا الاسبوع بموضوع آخر ولكن بعد مشاهدتي لمباراة الهلال والريان القطري وما شاهدته من متعة أجبرني على التغيير والحديث عن الزعيم.
يحلق الهلال بعيدا ويغرد خارج السرب وليست هذه الحالة وليدة اليوم وعلى مر تاريخ المنافسات المحلية يعتبر الزعيم حالة مختلفة عن الجميع وما يؤكد ذلك الصراعات التي تعيشها الاندية ماليا واداريا والتي تؤكد ومع احترامي لجميع من يعمل في الوسط الرياضي أن الهلال لديه رجال يعملون على قلب رجل واحد، يختلفون لمصلحة الكيان ولا يسمحون لاختلافاتهم أن تؤثر على مصلحة النادي، همهم الأكبر الصعود لمنصات التتويج وقطف الذهب.
أبحر الهلال بعيدا عن منافسيه في احترافية العمل داخل أروقة النادي والاستراتيجية التي تساهم في صناعة مستقبل كرة القدم وكيف من مرحلة إلى مرحلة يعلو سقف الطموح ولم ينجرف مسيرو النادي للتكتل الإعلامي او تحزبات أعضاء شرف وفي المقابل عندما نشاهد اللاعبين المحترفين السابقين وهم يحرصون على حضور المباريات المهمة والنهائيات لدعم الفريق يتبادر إلى ذهني ما هو السر في ذلك؟ وماذا قدم الهلال لهم كي يحملون كل هذا العشق للزعيم؟ إنها ثقافة الزعيم..
في الهلال كل إدارة تأتي تكون مكملة لمن سبقها، وأحد أهم أهدافها عدم تهميش إيجابيات الآخرين. واليوم يعيش الهلال مرحلة مختلفة بقيادة الامير نواف بن سعد حيث بدأ مرحلة البناء للفريق الاول منذ انتهاء الموسم الماضي وأخذ على عاتقه جميع الانتقادات التي طالت الفريق والصفقات المحلية التي وقعها الهلال الاخير دليل للعودة بالزعيم لمنصات التتويج، وكان له ما سعى إليه وهو يحصد باكورة البطولات ذات المهر العالي بطولة دوري جميل.
للتاريخ: سوف يسجل اسم الامير نواف بماء الذهب وسيكون هو عراب هلال آسيا.
من شاهد مباراة الهلال والريان يعي جيدا حجم العمل الاداري والفني الذي سبق المباراة تجسد في الروح العالية والاصرار لدى اللاعبين لكسب الثلاث النقاط والحصول على صدارة المجموعة الذي امتد من ثقافة الفوز التي يمتلكها لاعبو الهلال، واختلاف طريقة العمل للبطولة الآسيوية وإبعاد اللاعبين عن الضغط الاعلامي سوف يذهب بالهلال إلى نهائي البطولة.
نقطة التحول للهلال كانت بالتعاقد مع الارجنتيني العبقري دياز الذي امتعنا بهلال مختلف فنيا عمن سبقوه، واكاد اجزم اذا ما استمر وكان له قرار اختيار اللاعبين الاجانب والاشراف على معسكر الفريق سوف يذهب بالهلال بعيدا.
بعيدا عما يدور في الاعلام.. في الهلال ثقافة لا يملكها الا الهلال، علينا ان نستفيد من تجاربهم ونحذو حذوهم.
إذا لعب الهلال فخبروني ** فإن الفن منبعه الهلال
أمتع ناظري بهلال نجد ٍ** فمن قمصانه خلق الكمال ُ
على المحبة نلتقي
