المقابلة التي بثتها العديد من المحطات التليفزيونية مع سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتناولت مضامينها القنوات العربية والعالمية، جاءت في الوقت المناسب، خاصةً وأنها تأتي بعد عدد من الأوامر الملكية في المجالات الاقتصادية والإدارية التي حملت العديد من الرسائل الإيجابية عن المرحلة القادمة.
ولم يكن المستوى الرفيع للمقابلة وما حوته من أفكار وإجابات منطقية وتحليلات صائبة للوضع المحلي والدولي أمراً غريبًا لا سيما وأن الفترة الماضية قد أثبتت سلامة الرؤية التي ينطلق منها سموه والأفكار والتطلعات الطموح التي يدعمها الفكر والدراسة والإلمام بالإمكانات المتاحة والحلول الناجعة والوسائل لتحقيق الطموحات على أسس واقعية ومن خلال استشراف واع لطبيعة المرحلة الحالية والمستقبل محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وتأكيد سموه على أن الأوامر الملكية التي أعادت النظر في بعض الإجراءات الاقتصادية التي اقتضتها طبيعة المرحلة الماضية إنما قامت على مؤشرات اقتصادية واعدة أدت إلى الاستغناء عن هذه القرارات إضافةً إلى ما أثبته التراجع عنها من حرص القيادة كعادتها دائمًا على مصالح المواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم، كما أثبتت أيضًا أن هذه القرارات كانت صائبة وفي وقتها عند ما اتخذت كما هو قرار العودة عنها صائب في هذه المرحلة بعد أن تحقق تخفيض ملموس في العجز المتوقع في الموارد وصل إلى 44% كما أوضحت المؤشرات الصادرة من الجهات ذات الصلة، وهذا الأمر وإن كان مهمًا فإنه لم يكن الجانب الوحيد في المقابلة بل إن تأكيد سموه على المحاسبة في المرحلة القادمة والمساءلة ستكون أحد العناوين المهمة وأنها لن تستثني أحداً كائنًا من كان وهو أمر سيكون له بالتأكيد تأثيراته الإيجابية في الالتزام وتحمل المسؤولية وعدم تحقيق المصالح الشخصية على حساب الصالح العام.
أما على الصعيد السياسي فقد كان سموه صريحًا وحازمًا من حيث صلابة موقف المملكة في المواقف ذات العلاقة بالأمن الوطني والتدخلات الخارجية، فالمملكة كما أكد سموه لن تتساهل أبداً أمام التدخلات ومحاولات زعزعة الاستقرار، وأنها لن تكون ضحية لمحاولات الخداع من أي طرف، وأن الموقف فيما يتعلق باليمن خاصة هو موقف حازم تمامًا كما هو اسم عاصفة الحزم لأن أي تهاون فيه سيؤدي إلى مخاطر تعيها قيادة المملكة وعيًا تامًا. لقد كانت إطلالة سموه من خلال هذه المقابلة وبما حملته من الثقة وما أوضحته من المعلومات وما أجابت عنه من تساؤلات باعثًا على الارتياح الشديد الذي لمسناه بين المواطنين جميعًا لا سيما وأن جسور الثقة والمصداقية التي اعتاد عليها الجميع من ولي الأمر في بلادنا تجعل المواطن مطمئنًا -بإذن الله- أن القادم أجمل وأن النصر سيكون حليف الذين يحملون النوايا الطيبة لشعوبهم وجيرانهم وأن كيد الإرهاب والعدوان إلى اندحار قريب.