العملية النوعية التي نفذتها طائرات القوات السعودية فجر الثلاثاء الماضي، في سياق تأمين الحدود الجنوبية لبلادنا، وقطع الطريق على تسللات الحوثيين، والتي أسفرت عن تدمير زورق حربي مفخخ تابع لميليشيات الحوثي، بعدما رصدته قوات حرس الحدود، وتبين أنه يحاول التسلل إلى المياه الإقليمية السعودية، واستهداف رصيف ومحطة تكرير المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو في منطقة جازان، حيث تم اعتراضه وتدميره. هذه العملية، ومثلها كثير، تكشف عن أن المواجهة الدائرة هناك على الحد الجنوبي، إنما هي مواجهة مع عصابات لا غاية لها سوى المضي قدما في مشروعها؛ لاختطاف اليمن الشقيق، وتوظيف ما هو تحت أيديها من الأراضي كمنصات انطلاق للأعمال العدوانية ضد دول الجوار، واستهداف البنى الإنتاجية المدنية والمتمثلة في واقعة محاولة وصول الزورق الحوثي إلى مقر محطة تكرير شركة أرامكو في جازان، وهي محاولة خسيسة، تُبين أن هذه الميليشيات التي تقتات على المائدة الإيرانية، والتي تستخدمها كمخلب قط، بعد تضعضع موقفها في كل من سوريا والعراق نتيجة تبدل الموقف الأمريكي من خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث أشعلت الضوء الأحمر في وجه قوات سليماني، والحشد الشعبي، والفيالق الممولة من طهران، لتبدأ في إعادة حساباتها في استباحة الأرض العربية، عبر المناورة من خلال مثل هذه العمليات الدنيئة التي تستهدف المدن الحدودية السعودية، في محاولة لصرف الأنظار عما يجري شمالا، وأيضا بغية توفير أوراق ضغط إضافية للتفاوض عليها مع الغرب، لكن يقظة حرس الحدود السعودي، وكفاءة قواتنا الباسلة في قطع الطريق على هذه المحاولات العبثية، والتي أسفرت عن ضرب الزورق قبل أن يصل إلى هدفه، وتدميره، وإفشال المخطط الحوثي/ الإيراني في صرف الأنظار عن امتداد سيطرة الشرعية في الداخل اليمني، بنصر مزيف حتى ولو كان ثمنه مدنيا، لأن آخر ما تُفكر فيه هذه العصابات هو نوعية الهدف مدنيا كان أو عسكريا؛ لأنها لا تلتزم بأي معيار أخلاقي، وهذه شيمة قطاع الطرق، لأن من يسرق وطنا بقوة السلاح المستعار، لن يضيره أن يسرق أرواح الأبرياء من المدنيين. غير أن وعي ونباهة أبطالنا الذين خبروا هذه الميليشيات ستبقى بالمرصاد لقطع كل يد قبل أن تحاول أن تمتد لإيذاء هذا الوطن.