كشف قيادي في الجناح العسكري لميليشيات الحوثي لـ«اليوم»، ان إيران تراجعت عن وعود سابقة قطعتها للميليشيات بتحمل تكاليف اضافية للحرب، وهو ما سبق وأكدته مصادر اخرى للصحيفة.
وخفضت الميليشيات الانقلابية صرفها المالي على المقاتلين في الجبهات بنسبة تصل الى 50%، وأكد القيادي الذي فضل حجب اسمه، «ان هناك تذمرا وسط مقاتلي الحوثي على الاوضاع التي تعيشها اسرهم، فيما ينعم قادة الميليشيات بالمليارات ويمتلكون الفلل والسيارات الحديثة».
وأشار القيادي الحوثي الى أن إيران «اكتفت بتمويل عمليات توفير ذخائر السلاح، ولم توفر الدعم المالي لمؤسسة الشهداء التي انشأتها الميليشيات على غرار مؤسسة ميليشيات حزب الله التي يمولها الايرانيون ويتبنون عبرها اسر ضحايا الميليشيات اللبنانية».
وأوضح «ان الميليشيات تواجه ضغطا شديدا من قبل اسر وعائلات القتلى والاسرى والمفقودين»، مؤكدا «ان أكثر من 20 ألف اسرة قتيل واسير ومفقود، تطالب قيادة الميليشيات بنفقات ومرتبات شهرية».
وأكد القيادي ان ايران تمول مؤسسات عديدة لميليشيات حزب الله وحركة حماس وعصائب اهل الحق والنجباء ومنظمة بدر في العراق، لكنها منذ عامين تماطل في تمويل مؤسسات مماثلة انشأها الحوثيون تعمل في المجال الاجتماعي للانقلابيين.
#نظرة دونية#
وأكد القيادي الحوثي «ان طهران تمول الانقلابيين بالسلاح والذخائر، وتقوم بدفع قيمة صفقات سلاح لتجار سلاح يمنيين واجانب عبر شخصيات تعمل لصالح ميليشيا حزب الله في عدة دول»، مشيرا إلى «ان طهران وقادة الحرس الثوري تعامل عناصر الميليشيات وما تقدمه من تضحيات في سبيل مشروعها التوسعي بدونية»، مبينا «أن قادة الحوثية عندما يطالبون بدعم تتم احالتهم الى قيادات الميليشيات اللبنانية؛ وهو ما يعتبره الحوثيون انتقاصا لهم». ورغم الاذرع الايرانية التي تنفذ حروبا بالوكالة نيابة عن طهران ومشروعها التوسعي في المنطقة، غير ان ميليشيات الحوثي تعد الاقل كلفة مالية مقارنة بحزب الله في لبنان او الحشد الشعبي في العراق.
#مليارات إيران بالمنطقة#
وقدرت تقارير مخابراتية دولية كلفة التمويل الايراني لوكلائها ومشاريعها في الخارج بين اثنين الى ثلاثة مليارات دولار، حيث تحدد طهران 1200 دولار لكل عنصر من مقاتلي الميليشيات الطائفية في العراق منها 900 دولار تكلفة تسليح وذخيرة و300 دولار كراتب شهري الى جانب ما يتقاضاه من الحكومة العراقية.
كما يدفع حزب الله اللبناني رواتب لمقاتليه تتراوح بين 500 الى 1200 دولار، خصوصا الذين استقطبهم حديثا لقتل الشعب السوري، فيما يحصل العنصر الحوثي على 200 دولار شهريا فقط، مع العلم بأن كثيرين لم يحصلوا على رواتبهم منذ أشهر. وتدفع ميليشيات حزب الله اللبناني حوالي 30 ألف دولار لأسرة كل مَنْ هلك في سوريا، في القوت الذي تدفع الميليشيات الحوثية لأسر قتلاها أقل من الفي دولار اي نصف مليون ريال.
#تخفيض مخصصات#
وفي السياق، قال لـ«اليوم» شقيق احد قتلى الميليشيات في الوازعية بمحافظة تعز مطالبا بعدم الكشف عن هويته: «إن شقيقه قتل على حدود المملكة عند ما كان يقاتل في صفوف الحوثيين، بعد اغرائه براتب كبير، بجانب توفير احتياجات اسرته شهريا»، مبديا اسفه في عدم ايفاء الميليشيات بوعدها لشقيقه، وقال: «منذ مقتل شقيقي في اكتوبر الماضي لم تصل اسرتي سوى سلتي اغاثة توقفت بعد شهرين».
وأشار شقيق القتيل إلى انه تواصل مع القيادي المعني بأسر القتلى، الذي قال له: «اصبر الى حين وصول الدعم»، وأضاف: ان اسرة شقيقه تنتظر ذلك الوعد حتى الآن.
من جهته، أكد مسؤول مالي انقلابي في احدى المحافظات للصحيفة، طلب أيضا عدم الكشف عن هويته «ان كل مخصصات الميليشيات تم تخفيضها بنسبة كبيرة، وان كثيرا من التجار ممن كانت الميليشيات تستنزفهم لدعم مقاتليها في الجبهات اغلقوا محالهم».
#غياب الدعم المالي#
وأوضح المسؤول الحوثي ان «هناك فواتير بمئات الملايين لعدد كبير من التجار وصلته ورفعها للمختصين»، وزاد بقوله: «لا توجد تعزيزات مالية منذ ثلاثة أشهر».
واوضح «ان الميليشيات فرضت مبالغ وأتاوات بقوة السلاح على جهات ومؤسسات وتجار وحتى المركبات والمسافرين على الخطوط الداخلية، بجانب جمارك في نقاط عشوائية لجمع تمويلات خاصة وحربية». وأضاف المسؤول المالي: «ان قيادات الصف الاول اتجهت الى استثمار الاموال وشراء الفلل وانشاء مؤسسات تجارية وشراء عقارات من اجل بناء جسم اقتصادي للميليشيات»، مبينا «ان تلك الاموال بددت سريعا وفشلت مشاريعهم لتفشي ظاهرة الفساد بين القيادات، في الوقت الذي تموت فيه عناصرهم في الجبهات جوعا».