منذ إنشاء الكيان السعودي الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وحتى العهد الحاضر الزاهر، والمملكة متمسكة بمواقفها الإنسانية المشهودة تجاه إغاثة وإعانة ومساعدة المنكوبين والمتضررين والمحتاجين من الدول العربية والإسلامية والصديقة، في حالات الحرب والسلم، وتلك مواقف عرفت بها المملكة، بل تحولت إلى علامة هامة من علامات سياستها الحكيمة. وموقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في بذل المساعدات غير المنقطعة لكل الدول الشقيقة والصديقة من خلال مركز سلمان للإغاثة الإنسانية ماثل للعيان، وقد أشادت بأعماله كافة الهيئات والمنظمات والمؤسسات الدولية، وأشادت به كافة دول العالم؛ لما له من دور فاعل ومحوري لتقديم المساعدات المختلفة لسائر المحتاجين في كل الحالات والأحوال. موقف إنساني يبذله الملك المفدى من خلال مركزه الإغاثي الإنساني، رغم ما مرت به المملكة من ضائقة مالية عصيبة؛ بفعل تدني أسعار النفط وتذبذبها في الأسواق الدولية، غير أن هذه الضائقة لم تؤثر أو توقف أعمال المركز في أداء مهماته الإنسانية الكبرى، وهي مهمات كان ولا يزال لها دور فاعل ورئيس في التخفيف من معاناة المتضررين سواء من الحروب أو الكوارث الطبيعية ما صغر منها أو كبر.
ولا يمكن إحصاء ما قدمه المركز من خدمات إغاثية ومساعدات إنسانية لسائر بلدان العالم لكثرتها، وقد قدم وما زال يقدم خدماته الجليلة للأشقاء في اليمن للتخفيف من معاناتهم الصعبة، فالأدوية والأغذية ونحوها من المساعدات التي قدمت للمحاصرين في المدن اليمنية من قبل الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية، خففت من معاناتهم ومساعدتهم على تحمل آلامهم ومصائبهم. وما زال مركز سلمان الإغاثي الإنساني الذي أنشأه الملك المفدى يقدم خدماته الجليلة لكل بلدان العالم؛ تأكيدا على دور المملكة الريادي منذ قيام كيانها حتى اليوم لمساعدة الأشقاء والأصدقاء في كل مكان؛ لتجاوز محنهم وأزماتهم المختلفة، وهو دور إنساني كبير تقوم به المملكة؛ دعما لرسالتها الإنسانية الكبرى، يحظى بإعجاب وتقدير وتثمين دول العالم قاطبة. إنه دور يمثل النهج الإسلامي القويم الذي تتخذ منه المملكة أسلوب عمل في كل أمورها وشؤونها، وقد حثت مبادئ العقيدة الإسلامية السمحة المسلمين على تكاتفهم وتآزرهم في الضراء والسراء، وها هي المملكة تقوم بترجمة حرفية تلك المبادئ من خلال مركز الملك المفدى، ومن خلال سائر الأعمال الإنسانية التي تقوم بها المملكة وتقدمها للأشقاء والأصدقاء في كافة أرجاء المعمورة؛ دفعا للأضرار وتخفيفا للمحن والأزمات والمصائب التي عانت وتعاني منها العديد من المجتمعات البشرية الأمرين.