عندما نسلط الضوء على قضية تهم المجتمع فلا يعني ذلك أنها تشكل ظاهرة تتكرر كل يوم. ومن بين تلك القضايا قضية الاعتداءات على رجال الأمن، فهي وإن تكررت إلا أن ذلك لا يعني أنها أصبحت ظاهرة. هذه الجرائم ورغم قلتها إلا أننا ندرك أنها تعتبر من الأمور الخطيرة، فالمساس بهيبة رجل الأمن يعرض المجتمع للفوضى، ويهدد استقرار الحياة اليومية.
لا نتحدث فقط عن الأعمال الإرهابية التي يتعرض لها رجال أمننا البواسل، والتي نجحت الدولة حماها الله في تقليصها بدرجة كبيرة، بل نشير أيضا لفئة متهورة تتعمد الاعتداء على رجال المرور والدوريات ومن وهبوا أنفسهم ليمنحونا الأمن الذي نعيشه. هؤلاء بحاجة لردع يوقفهم عند حدهم، ويعيد لهم صوابهم، ويفهمهم أن هيبة رجل الأمن من هيبة الدولة، وأن إهانته أو التعرض له هو خط أحمر، ليس فقط عند القيادة الكريمة، بل حتى عند المواطنين الذين يقدرون ويحترمون هؤلاء الرجال. وحينما يكون رجل الأمن حليمًا متزنًا هادئًا عند احتكاك أحد المعتوهين به، لا يعني أنه ضعيف أو متردد.
نعلم أن مقاومة رجل الأمن أو إعاقته عن القيام بواجبه ومهامه، أو ممارسة أعمال وظيفته تعتبر جريمة في النظام الجزائي للشريعة الإسلامية، القائم عليه القضاء في المملكة، وأن النظام يمنح القاضي حق تغليظ حجم ضرر الجريمة في الحق العام والحق الخاص، بالتعزير ومن ثم العقوبة الرادعة لأمثاله. ولهذا أتمنى كمواطن أن نسمع عن قرارات وأحكام مشددة ورادعة بحق من يرتكب جرم الاعتداء على رجال الأمن. فكما قلت آنفاً، فإن رجل الأمن هو العمود الفقري لحياة آمنة لنا ولأسرنا ولكل مقيم على هذه الأرض الطيبة المباركة. ولكم تحياتي