اختفلنا أو اتفقنا مع الامير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة السابق، إلا اننا لا نمكن أن نختلف حول أنه عراب الخصصة، فالحقيقة واضحة والشمس لا تحجب بغربال ولا يمكن الاختلاف حول المسلمات.
الخصخصة كانت بالنسة للأمير عبدالله بن مساعد كالحلم الذي راوده كثيرا من خلال معايشته واطلاعه على تفاصيل كرة القدم الانجليزية، بضخ أمواله بشراء نصف أسهم نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي الذي يتصدر دوري الدرجة الثانية الانجليزي ويكافح للعودة الى (التشامبيونشيب) لغرض الاستثمار، فسموه أعاد هيكلة شيفيلد ورتب حساباته للعودة به تدريجيا إلى عالم الأضواء، كل هذا يؤكد ان الرجل كان يسير وفق استراتيجية واضحة المعالم لتحويل حلم الخصصة إلى واقع في الاندية السعودية.
ليس بمقدورنا إنكار جهد الأمير عبدالله بن مساعد في مجال الخصخصة والاستثمار الرياضي، لا سيما انه وضع لبنة قوية نستطيع الارتكاز عليها مستقبلا لتحقيق قفزات كبيرة، بما يتناسب مع حجم القطاع الشبابي والرياضي، وهو الشريحة العريضة في المملكة، وهو قطاع حيوي يحتاج لنقلة تاريخية. مجتمعنا الرياضي للأسف الشديد ما زال يتحدث بلغة الهلال والنصر، فلغة الشارع الرياضي ما زالت معبأة بافكار قطبي العاصمة مما جعل البعض يسلط جل سهامه تجاه الامير عبدالله بن مساعد.
للأسف الشديد أيضا هناك بعض وليس الكل ممن عمل مع الامير عبدالله بن مساعد في شئون الاندية، فتح ثغرة كبيرة في عملية النقد والانتقاد لاسيما في عملية انتخاب مجالس الأندية التي وضح من خلالها أكثر من مشكلة في انتخاب الأندية أنه ليس هناك لائحة بينما كانت الامور تسير حسب الاختيار بغض النظر عن مصلحة هذه الاندية، وهذا نعني فيه الوكلاء المختصين بشئون الاندية.
اهتمام الأمير عبدالله بن مساعد لم يقتصر على ملف الخصخصة والاستثمار، بل كان اهتماما بصنع أبطال أولمبيين من خلال اطلاق برنامج رياضيي النخبة «ذهب 2022»، وكل ما نتمناه ان لا تدفن هذه الفكرة لاسيما وانه تم تخصيص مكافآت مالية كبيرة لتحفيز الرياضيين على التألق، كما أنها لم تغفل الاهتمام بلاعبي الالعاب المنسية «الالعاب المختلفة» برصد مكافآت تعوضهم عن التجاهل في الماضي. أخيرا، رغم قصر الفترة التي تولى فيها الامير عبدالله بن مساعد رئاسة الهيئة العامة للرياضة «34 شهرا» الا أن بصمته كانت واضحة على الوسط الرياضي بأكمله.
