تمنيت في مقال الأمس على بعض المسؤولين، ألا تكون تصريحاتهم محبطة للناس أو مستفزة لهم. ففي دولة كالمملكة، يعتبر همس المواطن مسموعًا، وصوته مدويًا، وأمنياته جدول أعمال، تدرس وتوضع لها القرارات الحاسمة والحازمة من رجل الحزم والعزم ملكنا المفدى سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله ونصره-. الأوامر الملكية التي صدرت يوم أمس الأول، جاءت في مجملها لصالح الوطن والمواطن، ورسمت خارطة طريق لمسيرة المملكة للعقود القادمة. ولعل ضخ الدماء الشابة من أحفاد المؤسس -يرحمه الله-، لدليل على أن هذه المملكة تتجدد مع الحفاظ على ثوابتها، خاصة ثوابتنا الإسلامية التي قامت على أساسها هذه البلاد. نحن قادمون على عهد جديد يشدد على مكافحة الفساد، دون استثناء لوزير أو أمير. فالمخطئ أيا كان، لن يفلت من المحاسبة والعقاب. وسيصبح كل وزير أو مسؤول تحت مجهر المتابعة، دون حصانة تحميه أو غموض أو تسويف. القرارات الملكية، أعادت للسوق حيويته، وللاقتصاد روحه، وللمواطن أملاً كاد يفقده، وللمستثمر قوة كان يحتاجها. إن إعادة المزايا المالية والمكافآت لموظفي الدولة، بالإضافة لإعادة هيكلة البدلات مما يؤكد أن هناك 60 مليار ريال سنوياً «تقريبا» سوف تضخ للسوق وهذا يعني عودة عجلة الاقتصاد للدوران بثقة وقوة وثبات. قلت إن القرارات الملكية القوية تجاه المستغلين لنفوذهم لتحقيق مصالحهم، لم تنس الموظفين المتميزين والمخلصين، خاصة جنودنا البواسل في الحد الجنوبي في معركتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل لليمن، حيث خصص لهم راتب شهرين، وحصنتهما بقرار من مؤسسة النقد يمنع البنوك من المساس بالراتبين، مما أسعد جنودنا البواسل وخفف عن أسرهم مع اقتراب الشهر الكريم وما بعده من عيدي الفطر والأضحى المباركين. القرارات الكريمة لم تنس المعلمات اللاتي يصعب عليهن التوفيق بين احتياجات الأسرة في رمضان وبين مهمتهن التعليمية. فكانت القرارات شاملة كاملة مفرحة للصغير قبل الكبير.. ولكم تحياتي.