الإفراط في التعامل مع البطالة كقضية سلبية مؤثرة يحرم كثيرا من الشباب من التفكير في البدائل والخيارات التي تجعلهم يسلكون طرقا أخرى للتغلب على المشكلة، ولذلك نتفق تماما مع مطالبة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، بألا تؤخذ بطالة السعوديين بأنها قضية صعبة، وإشارته إلى أن البطالة موجودة في كل العالم ومنذ نشأة الإنسان وحتى الآن، ولكن لا بد من المحاولة الجادة لتحسين الوضع وتنظيمه. لا بد من النظر إلى هذه القضية في إطارها الموضوعي، فلا يعني القضاء عليها أن يجد كل شخص وظيفة، فليس كل العمل وظائف سواء في القطاع العام أو الخاص، وإنما هناك مسارات إنتاجية وأعمال خاصة تدر دخلا وتصبح مصدر رزق، ولا يمكن حساب صاحبها في بند البطالة الذي يعني عدم حصول الشخص على عائد من عمل، وفي أكثر الاقتصاديات العالمية تقدما وتطورا هناك نسب بطالة فهي مشكلة عالمية وليست خاصة بمجتمعنا، ولكن من الضروري البحث عن أفضل الخيارات لاستيعاب الباحثين عن عمل متوافقين مع شروط الخدمة في القطاعين العام والخاص. حين ننظر إلى البطالة كقضية وأزمة دون أن يبادر الشباب أنفسهم الى الحلول وانتظارها من أجهزة الدولة فقط فذلك ينطوي على سلبية، فكم من نماذج لشباب وشابات لم ينتظروا الوظيفة وبادروا إلى استكشاف ذواتهم والبحث عما يحسنونه ويبرعون فيه والعمل به مع الاحتفاظ بحقوقهم في الوظائف من خلال التقديم المستمر والمتابعة للوظائف، باعتبار أنها ذات دخل ثابت وتحمل أمانا وظيفيا ومزايا، ولكن الشاهد أنهم لم يتوقفوا في محطة انتظار الوظيفة وحسابهم ضمن نطاق البطالة والتعطل. في السابق، لم يكن أمام كثير من الرياديين ورجال الأعمال الكبار كثير من الفرص والخيارات فنحتوا الصخر وفكروا وانطلقوا في أعمال يجيدونها فكان أن وفقهم الله، والعبرة ألا يستسلم شاب أو شابة لليأس وانتظار وظيفة قد تتأخر أو ربما لا تأتي، إذ قد يكون مقدرا له أن يعمل في مسار آخر لم يبادر أو يسعى إليه، لذلك وقياسا على تلك النماذج وتأكيدا على حديث سمو أمير الرياض لا بد من المحاولة الجادة لتحسين الوضع وتنظيمه، ولعل منتظرا لوظيفة يجد فرصة أفضل منها في عمل خاص لم يكن يفكر فيه، وفي جائزة شباب الأعمال بمنطقة القصيم قبل فترة برزت نماذج لشباب ناجحين لم ينتظروا وظيفة أو يستسلموا وقدموا أروع الأمثلة في العمل والتميز والنجاح.