كرة القدم ليست مجرد لعبة عادية لو تعمقنا في بعض التفاصيل لوجدنا دروسا مستفادة كبيرة خصوصاً على صعيد الجانب الشخصي والسلوكي في حياة بعض نجوم اللعبة.
بالنسبة لي شخصياً يظل أندريس إنييستا لاعب نادي برشلونة ومنتخب إسبانيا نموذجا وقدوة في هذا الجانب، ولعل أكبر دليل قصة صداقته الخالدة مع النجم داني خاركي كابتن نادي إسبانيول الذي توفي عام 2009 بنوبة قلبية مفاجئة.
حيث عانى إنييستا كثيراً بعد حادثة رحيل صديقه الحميم ولكنه أصر أن يتغلب على احزانه، علماً بأن هذه الحادثة كانت بمثابة نقطة تحول كبيرة في حياته ولعل هناك كثيرا من المواقف المؤثرة التي تؤكد ذلك البداية كانت عام 2010 وتحديداً في مباراة نهائي كأس العالم بين إسبانيا وهولندا، حيث ذرف الدموع بغزارة بعد أن سجل هدف الفوز في الدقيقة 117 وخلع قميص المنتخب الإسباني ليظهر لكل العالم قميصه الداخلي الأبيض الذي كتب عليه بخط يده عبارة «داني سوف تظل دوماً معنا وفي قلوبنا».
وكان إنييستا قد كتب على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي توتير عام 2011 عبارة «أستيقظ اليوم مع شعور من الحزن بعد مضي ثلاث سنوات من دون داني يمكنني أن أؤكد لكم أنني لن أنساه أبدا» وفي عام 2015 كتب عبارة «6 سنوات بدونك يا داني ولكنك لا تزال بذاكراتي كل يوم».
في عام 2016 صدر كتاب السيرة الذاتية للنجم إنييستا وتحدث في فصل من كتابه عن صديقه الراحل حيث قال: «موت صديقي داني دمرني لم اُصدق وقتها، لقد كان صعبا علي حيث تزاملنا في المنتخب منذ درجة الناشئين ولعبنا كثيراً في مواجهات برشلونة وإسبانيول» الجدير بالذكر أن إنييستا يحتفظ بعشرين قميصا لداني جمعتهما فيها مواجهات الغريمين التقليديين.
كلمة أخيرة: يقول سيرجيو راموس كابتن نادي ريال مدريد ومنتخب إسبانيا: «كل أم تتمنى أن يكون إنييستا صديق ابنها».