DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

غلاف تداعى

الشاعرية والحس الإنساني في ديوان «تداعى له سائر القلب»

غلاف تداعى
غلاف تداعى
عن (نادي الرياض الأدبي) بالتعاون مع المركز الثقافي العربي بـ(الدار البيضاء) صدر ديوان بعنوان (تداعى له سائر القلب) بطبعته الأولى عام 2015م للشاعرة/‏ هيفاء الجبري. وقد تنوعت النصوص التي ضمها الديوان بين دفتيه - من حيث الشكل - ما بين (العمودي/‏ التناظري) و(التفعيلي) و(النثري). أما من حيث (المضمون) فقد طغت على معظمها – إن لم تكن كلها – صبغة (وجدانية) وشيء من الإحساس بالوحدة، والشعور بالغربة والوحشة، والبعد عن الأهل والأحباب. وفيما يتعلق بـ(اللغة) فقد كانت لغة الشاعرة لغة جميلة أنيقة، نابضة بحس إنساني عميق، يسبر أغوار النفس البشرية، وهي قائمة في مفرداتها وتراكيبها على (الإيحاء) و(التلميحات) و(الإشارات) التي كثيرا ما تحيل القارئ أو السامع إلى سياقات لغوية، وتعابير مجازية وبلاغية جديدة وفريدة من نوعها، كلما أمعن فيها النظر! وقد أبدعت الشاعرة أيما إبداع حين وظفت مثل هذه الخصائص اللغوية، والأساليب التعبيرية في نصوصها، وكانت – فعلا – قادرة على ما يسميه (الأسلوبيون) بـ(اختراق المستوى المثالي للغة) وكأنها تستخرج (المفردة) من معناها الحقيقي المجرد، الذي وضعت له في الأصل، لتكون (مفردة شعرية) ذات دلالات مجازية متعددة. ولكن يظل أبرز ما تتسم به نصوص هيفاء الجبري من خلال ديوانها هذا هو (حضور الشعر) الواضح في مفرداتها، وتراكيبها كلون أو فن يعبر عن وجوده وآماله وآلامه وتطلعاته، أينما كان، تعبيرا صادقا حارا، قد لا ينافسه فيه أي فن من فنون الإبداع الأخرى التي عرفها الناس، قديما وحديثا. ويتضح لنا مثل هذا الحضور الجلي للشعر- اسما وحسا – في هذا الديوان إما بالتصريح بمفردة (الشعر) نفسها، أو ما يرادفها بالمعنى، تصريحا مباشرا، أو بالتلميح لوجوده غير المباشر، وذلك باستخدام (الضمائر) التي تعود عليه، كما يوحي به السياق العام للكلام. أي أن هذا الديوان كله ما هو – في الحقيقة – إلا (من الشعر وإليه) ابتداء من مسماه، على غلافه الخارجي (تداعى له سائر القلب) كما يدل عليه ضمير الغائب (الهاء) المسبوقة بحرف الجر (اللام: له) التي أعتقد أنها تعود على (الشعر) ومرورا بصفحة الإهداء، التي خصت بها شاعرته الشعر في قولها: «إلى ذاتي... السارحة في الوجود ابتغاء صوت غير ذي أجل سموه قديما (شعرا)». وحتى آخر ما جاء من الحضور الواضح لكلمة (الشعر) في آخر نصوص الديوان. وكمثال على ذلك نص جاء تحت عنوان «شعر المبكى» إذ تقول من ضمنه: أخذ الشعرُ من حياتي كثيرا ليتـــه يمنــــــحُ الــذي أعطاهُ وأنا في سطــوح ذكــراه أثوي كنتُ قدْ عشتُ حــرة لــولاهُ. الديوان: ص21. أو كما جاء في نص «أيام وأوراق» الذي جاء بالمعنى المرادف للشعر، ألا وهو «القصائد» إذ تقول: جمعتُ أيامي وأوراقي الــتي كثرتْ وكانَ جزاءها الإحراقُ جربتُ أن أشتاق دون قصائد لكنــها لــم تنجــح الأشــواقُ. الديوان: ص53 ومن الواضح في البيت الثاني تعلق الشاعرة بفن (الشعر) تعلقا حميما، لا تستطيع التخلص منه، وكأنها تريد أن تقول لنا باختصار: أنا لا أعرف كيف أشتاق لشيء في هذه الحياة دون أن أعبر عنه شعرا؟!