(وتر الحقيقة) ديوان شعر صدر حديثا هذا العام 1438هـ/ 2017م عن (قلم الخيال) للنشر والتوزيع بالرياض للشاعر فايز الأمس. تتسم جميع النصوص التي ضمها هذا الديوان بنزعة وجدانية واضحة وبلغة شعرية أنيقة مكثفة، تعتمد في شكلها على (تأطير الرؤية أو المشهد) في النص الواحد، لتبدو كأنها جزء مقتطع من أجزاء عدة، متكاملة لمشهد واحد، ومعتمدة في مضمونها على (الايجاز والاختزال) حيث جاءت بعض النصوص قصيرة جدا، لا تتجاوز بضع كلمات، لكنها ذات دلالات لغوية وفنية كثيرة، تستحث القارئ كلما تمعن فيها، لاكتشاف المزيد من تفاصيلها، وتحرضه على الغوص في أعماقها وكأنها تغريه بممارسة التمادي بين ثناياها واستمراريته! ولذلك كان مسمى الديوان أشبه ما يكون بالبوابة الرئيسية، التي تنطلق منها (رقصة الألم) التي يمارسها القراء، على (وتر الحقيقة) التي يعزفها الشاعر، مهما كانت هذه (الحقيقة) بحلوها ومرها، ومهما كانت نتيجتها، إيجابا أو سلبا: (على رسلك لهفتي..
فنبضي قرع طبول..
من سمعها..
أدرك مكاني..
ولكن من يستطيع الوصول..). الديوان: ص62. أجل شيء مؤلم أن يكون نبض قلبك – أيها الشاعر المأزوم بالعشق – بحجم (قرع الطبول) المدوي في كل ما حولك من الكائنات! ولكن الاكثر ايلاما أنك لا تجد من يسمعك! بل الأدهى والأمر من ذلك كله أن حتى أولئك الذين يسمعونك قد لا يستطيعون (الوصول إليك)! وهذا ربما يعني- في نهاية الأمر- أن الراقصين على ألمك قد انفضوا من حولك، على الرغم من كونك مستمرا في عزفك على (وتر الحقيقة) وما دمت مصرا على ذلك، وما دمت أيضا مؤمنا بأن الحقيقة ستظل حقيقة، حتى وان كنت تعيشها بمفردك، وتخصك وحدك دون غيرك!
