DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المزيني: استقطابات سياسية وأخلاقية تسيطر على الجوائز العالمية

المزيني: استقطابات سياسية وأخلاقية تسيطر على الجوائز العالمية

المزيني: استقطابات سياسية وأخلاقية تسيطر على الجوائز العالمية
أخبار متعلقة
 
ضمن فعاليات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، أقيمت الثلاثاء الماضي ندوة للكاتب والروائي السعودي محمد المزيني أدارتها الأستاذ بكلية الأدب جامعة الإسكندرية الدكتور وداد نوفل . وتحدث المزيني عن نشأة الرواية السعودية ومسيرتها منذ صدور رواية «التوأمان» لعبدالقدوس الأنصاري، مرورا بمرحلة التأسيس الفني، مؤكدا أن مرحلة الثمانينيات شهدت المنعطف الحقيقي في مسار الرواية السعودية، بل مرحلة ظهور الرواية الحديثة متأثرة بالمتغيرات الكثيرة في حياة المجتمع السعودي من بينها انفتاح التعليم على فضاءات ثقافية متنوعة عربية وشرقية وغربية صبت كلها داخل وعي الفرد، الذي افرز بدوره إبداعا ينتمي إلى مدارس حديثة، ومن أشهر الروائيين في هذه المرحلة: محمد عبده يماني، سلطان القحطاني، عبدالعزيز الصقعبي، الذي قدم الرواية الشعرية «رائحة الفحم». وقال المزيني إنه عقب حرب الخليج الثانية حدثت خلخلة في مجموعة المفاهيم والقيم ولم يكن اتجاه أدب هذه المرحلة الا تعبيرا عما تستنبطه التجربة المرّة، فنبتت على خلفيتها مجموعة من الأسئلة، دفعت بعض الشباب للتخلص من أنماط التعبير السائد والبحث عن إجابات مبصرة عن حقيقة الأشياء من حوله ومدى صلاحيتها له، لذلك بدأت هذه المرحلة برواية «شقة الحرية» للدكتور غازي القصيبي ورواية «العدامة» للدكتور تركي الحمد ومع أن هاتين الروايتين حينها لاقتا رواجا كبيرا بين الشباب، لكن ثمة شبهات لحقت بهما من حيث المضمون والشكل، وفي ظل الخصائص الجديدة للرواية السعودية كثف من حضورها بأشكال مختلفة ودفع بالشعراء والنقاد وكتّاب القصة وحتي الحرفيين من الشيب والشباب ذكورا وإناثا إلى بوابات دور النشر الخارجية والداخلية لنشر أعمالهم حتى حارت عقول النقاد في فرز الأصلح منها ليسجل الرقم 1900 رواية حسب إحصاء الببليوجرافي لخالد اليوسف «وهو العدد الكلي للروايات السعودية الصادرة منذ عام 1930 . وقال ان الرواية السعودية توجت بمدرستين فذتين في الفضاء السردي السعودي، وهما: عبده الخال ورجاء عالم، اللذان فازا بجائزة البوكر العالمية في عامين متواليين، ولهذين العالمين طرائقهما الخاصة في الكتابة، فعلى الرغم من ولوج عبده خال في صميم المجتمع الواقعي وتقديمه بتفاصيله الدقيقة إلا انه استخدم الصورة اللغوية الخاصة به، التي التصقت في ذاكرة القراء كـ«الموت يمر من هنا» و«الطين» و«الأيام لاتخبئ أحدا» وأخيرا «ترمي بشرر»، التي جاءت مستفزة لما استبطن في الوعي الجمعي وأضمرته الذاكرة الشعبية، وبلغة خاصة وعبر صفحات طويلة قدم معاناة الإنسان بكل حالاته، لذلك جاءت الرواية راشحة بالوجع والهم، هاتين الثيمتين اللتين لا تنفكان عن قلق عبده خال. أما رجاء عالم فلا يمكن أن يجاريها كاتب في قدرتها على ولوج للفضاءات الغنوصية والأسطورية، وهي تنسج عالمها من خيوط رقيقة جدا وشفافة لا تتجلى لغيرها، حيث استلهمت المجتمع المكي الداخلي وقدمته بلغة متساوقة مع غنوصية المعنى، لذلك استقلت بمقروئية خاصة، مبتعدة عن القارئ الباحث عن متعة ناجزة مستخدمة في ذلك مهملات التراث العربي الاجتماعي واللغوي، لذلك فازت عن روايتها «طوق الحمام» ولا تزال الرواية السعودية تنافس على الجوائز العالمية، وان كنت شخصيا لا أؤمن بمصداقيتها لما يعتريها من استقطابات سياسية وأخلاقية.