• عز الأمة وقلبها النابض، هكذا بدا حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز »حفظه الله« في القمة العربية الثامنة والعشرين، التي اختتمت أعمالها أمس في البحر الميت غرب الأردن.
• حضور خادم الحرمين بعث الطمأنينة إلى نفوس أمة لاتزال على ضفة الأمل، كما هي قمة العرب، التي كانت على ضفة فلسطين المحتلة، تلك التي تنازعت أوطاننا في القلب مكانة وعشقا.
• في عُرف العرب الأصيلة، أبلغُ الخطاب »ماقل ودل«، وقد أوفى ملك العز والأمل بكلماته في القمة، وخط بها سبيلا إلى حق وكرامة بكلماته في القمة، فكانت نبراساً للحاضر من قادة الأمة وزعامتها وشعوبها.
• خطاب خادم الحرمين الشريفين يوم أمس جاء أولاً ليكون مشؤوعا عربيا يستنهض فيه العرب مستقبلهم، ولتكون مضامينه مرتكزات لموقف يستدعي الراهن العربي أن يكون حكيماً، يوازن بين الحزم والأمل، ويرى الواقع بعين المستقبل المأمول .
• وفي خطاب خادم الحرمين الشريفين، حلت فلسطين أولاً، الذي تمسك بألا تشغل الأحداث الجسيمة، التي تمر بها الأمة، وجداننا وتأكيدنا للعالم على »مركزية القضية الفلسطينية« في حِلنا وترحالنا.
• وفي خطاب خادم الحرمين الشريفين بدأ الحزن على أمة تثخنها الجراح، وتفقد السبل إلى »آه« دوًت في أرجاء وطن عربي كبير بحثا عن صوت »لبيك«، لتلقاه في عرين العرب، هنا من المملكة من سلمان، ليجيب تلك اللهفة بلهفة الحريص على أمة عربية، لاتزال في وجدانه.
• وفِي القضية السورية قال حفظه الله: »ما زال الشعب السوري يتعرض للقتل والتشريد«. بهذا اختصر التأويل، ليدعو إلى حل سياسي ينهي المأساة، ويحافظ على وحدة سوريا وعروبتها، دون إفراط أو تفريط بشعب يبحث عن كرامة مسلوبة، وحرية معمدة بالدم، ومستقبل يقرره بنفسه.
• وفِي اليمن ايضا، جاءت الكلمة تاكيدا على وحدة اليمن واستقراره عبر الدعوة إلى حل سياسي للأزمة، يسند الشرعية، المتمثلة في »المبادرة الخليجية«، التي ولدت أيضا في حاضرة العرب، متشبثا بوجوب وصول المساعدات الإنسانية إلى أرجاء البلاد.
• الملك سلمان – أيٌده الله – أوصى الفرقاء في ليبيا خيراً بدعوتهم إلى الجد والاجتهاد للحفاظ على أمن واستقرار ووحدة بلادهم، ونبذ العنف والخلاف، ولسان حاله يقول: إن »الأوطان أغلى ما نملك، ولأجلها نبذل الغالي والنفيس« . هكذا قال.
• لم يغب العمل العربي المشترك عن وجدان الملك سلمان، وكان حاضرا بدعوته الحاسمة لإعادة هيكلة جامعة الدول العربية، والعمل على إصلاحها وتطوير أدائها، بما يرتقي فيها إلى مستوى طموح الأمة وتطلعاتها.
• ومن البحر الميت يوم أمس كانت الكلمات أبلغ وأبلغ، لتؤكد على مضامين عديدة، من كبير العرب، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه.