تطالعني كل يوم وأنا ذاهب إلى عملي من سكني في مدينة عنك إلى مدينة القطيف أشاهد لوحة ثبتت على مدخل المدينة عنوانها «حملة تعزيز التلاحم الوطني»، ومع أن الحملة بدأت وانتهت إلا أن اللوحة مازالت في مكانها وفي رأيي ينبغي أن تظل في مكانها؛ لأنني أعتقد جازما أن الأمر ليس حملة تبدأ وتنتهي، بل عمل دائب يومي يجب أن يظل قائما في أذهاننا ويجد له ترجمة حقيقية في أقوالنا وأعمالنا، بأن نكون جميعا إلى جانب الوطن وولاة الأمر، وأن يتبني كل واحد منا المواقف السليمة التي فيها مصلحة الوطن ومصالح أبنائه والتي نجمع عليها جميعا، بحيث يكون الولاء والانتماء واقعا ملموسا في كل مواقفنا وآرائنا، نلتقي عليه ولا يشذ عنه واحد منا لأن ذلك هو التجلي الحقيقي للوحدة الوطنية.. صحيح أن لدينا تعددا مذهبيا وتنوعا اجتماعيا لكن الإخاء الذي نعيشه منذ جمع الله شمل هذا الوطن وأبنائه على يد القائد المؤسس -يرحمه الله-، والرخاء الذي يشمل البلاد، والرعاية الكريمة التي يلقاها المواطن واهتماماته وحاجاته من ولاة الأمر إضافة إلى مخاطر الفرقة والاختلاف ونتائجها التي دفعت وتدفع ثمنها شعوب كثيرة، كل هذه الأسباب ينبغي أن تكون دافعا قويا فعلا لتعزيز التلاحم الوطني الذي يعني تلاحم الأفراد والجماعات فيما بينهم وتلاحمهم مع القيادة الأمينة التي تسهر على مصالح الجميع.
نعرف جميعا الأمن والاستقرار الذي يعيشه وطننا، وليسأل عاقل نفسه: من أين كانت لنا هذه المدارس والجامعات وهذه المصانع والشركات وهذه الطرق وهذا العمران المنتشر في كل مكان، وهذه الأجيال من الشباب المتعلم الواعي والذي نهل العلم من أكبر مصادره في شتى أنحاء العالم لولا تفضل الله علينا بهذا الأمن الذي نعيشه وتنعم به بلادنا. وإذا كانت أبواق خارجية لا تريد للوطن ولا أبنائه الخير وتحاول جاهدة أن تنال من هذه الوحدة وبث أسباب الاختلاف فإن الوحدة الوطنية هي الرد الوحيد على هذه الأبواق، وقد جرب قبل هؤلاء اناس غيرهم وأطلت محاولاتهم برؤوسها أكثر من مرة ولم تلق في كل مرة من أبناء الوطن إلا الصد والردع والخيبة، ولعل البيان الذي أصدره مؤخرا (110) من النشطاء الاجتماعيين والشخصيات والوجهاء في محافظة القطيف ومن وسط العوامية بالذات هو الرد على قنوات التحريض وأدواته والمخدوعين بها. نعم لحملة التلاحم الوطني ونعم ليكون هذا التلاحم حملة دائمة لا تتوقف.