DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

دبلوماسية الاقتصاد واقتصاد الدبلوماسية

دبلوماسية الاقتصاد واقتصاد الدبلوماسية

دبلوماسية الاقتصاد واقتصاد الدبلوماسية
أخبار متعلقة
 
مهرجان تراث الشعوب الذي تنظمه إدارة الخدمات الاجتماعية في الهيئة الملكية بالجبيل يعكس الدور الثقافي والحضاري والاقتصادي الكبير الذي تلعبه الجبيل عامة ومؤسساتها وهيئاتها خاصة في تطوير الأنشطة التراثية والاستثمارية وتقديم القيمة الحضارية لهذه المنطقة العريقة وإنسانها، وفي نفس الوقت تستكشف حضارات وثقافات الآخرين، ما يدل على نجاح مثل هذه الفعاليات في تعميق الصلات مع الشعوب واستثمار العلاقات بها فيما يخدم مصالح الجميع. مهرجان تراث الشعوب يفتح نافذة واسعة لتواصل الشعوب وتعارفها، ويخدم مجتمع المنطقة والوافدين اليها بحيث يصبح المكان بيئة تمتلك مقومات العطاء بدخول العامل الوجداني الذي يربط الآخرين بالمكان ويحفزهم لتقديم أفضل ما لديهم، وهو بذلك يأتي في سياق الدبلوماسية العامة التي تسهم في ربط المجتمعات المختلفة وتحقيق معدلات ارتباط عالية بينها، فمواطنو دول العالم الذين يشاركون في مهرجان تراث الشعوب يجدون أنفسهم محل ترحيب وهم خارج الديار ويجدون أيضا الفرصة لتقديم وعرض ثقافاتهم التي يعتزون بها لمجتمعنا المحلي، ما يسهم في تقوية ارتباطهم بنا ويجعل مستويات الولاء الوظيفي والانتاجي أكثر متانة وحيوية، فالعمل ليس وظيفة وخدمة وإنتاجا فقط وإنما هناك مساحات من التواصل الإنساني ينبغي تفعيلها بمثل هذا المهرجان. فعالية تراث الشعوب أجدها بالفعل نوعا من دبلوماسية الشعوب التي تحقق مصالح الجميع، وفي مقدمتها الاقتصاد باعتبار أن الجبيل مزيج من التراث والحضارة والاستثمار الاقتصادي، وحين ننتج بيئة بهذا التكامل فإنها تكون أكثر إنتاجية ونموا، لأن الجميع ينصهرون بكل وجدانهم في العمل الذي يجدون فيه مساحات واسعة من الترويح والانتاج والحافز الذي يعزز كل عملية استثمارية، إذ من المهم أن يشعر كل عامل أو مستثمر في بيئة انتاجية أنه منتم للعمل والمكان ويجد التقدير الذي يتطلع اليه، ولعل أكثر ارتباط الإنسان بوطنه ومجتمعه وثقافته الشعبية، وحين ننجح في توفير ذلك فإننا نمارس دورا كبيرا في تحقيق مصلحة عامة أكثر جدوى وأهمية وفائدة. هذا المهرجان يعتبر فرصة مثالية تضاف الى ما سبق وتطرقت اليه من مزايا الفعاليات التفاعلية في الجبيل باعتبارها منطقة تاريخ عريق وتراث أصيل يجب ألا تنسينا عجلة الانتاج الصناعي قيمة مدينتنا العريقة، فتلك العراقة بمثابة قيمة مضافة لوضعها الصناعي والاقتصادي، ولعل المثير للاهتمام هو الدور الكبير الذي تقوم به الأسر المنتجة التي تجد فعالية تقدم فيها منتجاتها ليس محليا وحسب وإنما دوليا، وذلك نوع من النشاط السياحي أيضا ما يعني إضافة نوعية جديدة ومتجددة للنشاط الاقتصادي في الجبيل. الشعوب والمجتمعات التي تستضيفها الجبيل تجد فيها بيئة مثالية للعمل والعيش وذلك كفيل بتعزيز مكانتها الصناعية، وتأكيد جاذبيتها للاستثمار، وبالتالي تحقيق أهداف إستراتيجية في الانفتاح وتطوير الروابط الاقتصادية والثقافية مع الآخرين، فالفعاليات تغطي معظم اهتمامات السكان من المواطنين والوافدين، ما يضعنا أمام استخلاص مهم وهو أن الجبيل مدينة عالمية على قاعدة حضارية متينة تستوعب الجميع بما يجعلهم أكثر انتاجية وفعالية في تطويرها وإضافة منظومة اقتصادية كبيرة ونوعية لبلادنا والعالم.