ما هي «الديسلكسيا» التي قد يكون ابنك مصاباً بها وأنت لا تعلم؟!
الديسلكسيا أو «عسر القراءة» هي مشكلة موجودة في مدارسنا وضحيتها أعداد كبيرة من الطلبة الذين يعانون ضغوطاً كبيرة تدفعهم في أحيان كثيرة للهرب من المدرسة وتركها!
من أعراض الديسلكسيا اللغوية: رداءة الخط، وقلب مقطع من الكلمة فيقرأ بانت بدلاً عن نبات، وكوافه بدلاً عن فواكه، وحذف بعض الحروف، وإضافة أُخرى كأن يقرأ: والد بدلاً عن ولد، وحذف مقطع كامل من الكلمة كأن يقرأ منزل بدلاً عن المنازل، وقلب مواضع الحروف من الكلمة إما بالتقديم أو التأخير كأن يقرأ قلب بدلاً عن قبل، وإضافة بعض الكلمات غير الموجودة في النص الأصلي إلى الجملة، وإعادة بعض الكلمات أكثر من مرة بدون أي مبرر، والارتباك عند الانتقال من نهاية السطر إلى بداية السطر الذي يليه أثناء القراءة.
أما بالنسبة للسلوكيات اليومية، فمن أعراض الإصابة: طريقة التعامل مع الأشياء كصعوبة الاحتفاظ بها في يده، وصعوبة التنسيق فيما يقوم به من أعمال، وصعوبة تنفيذ بعض الأعمال مثل ارتداء الملابس بصورة طبيعية، وضعف التركيز عند الاستماع للقصص.
يوصل بعض الباحثين نسبة المصابين بهذا المرض في بعض البلدان العربية إلى نسبة 15%!
والمشكلة أن هؤلاء المصابين يتهمون جهلاً بالغباء أو باللامبالاة، بينما في الواقع أن مستوى ذكائهم عادي أو فوق العادي، ولكنهم يعانون مشكلة تحتاج إلى برنامج علاجي عاجل!
من وضح لي خطورة هذه المشكلة الأستاذ عبدالوهاب البغدادي، وهو أحد المعلمين المتميزين والمتخصصين في هذا الأمر والمتحمسين له، حيث إن له دراسة حول «الديسلكسيا» أجراها على عينة من طلاب المرحلة المتوسطة في المملكة، من خلال منهج «دراسة الحالة»، وقد توصل إلى مجموعة من الأدوات المعينة للمعلم لتشخيص الحالات بدقة كبيرة من خلال بطاقة تشخيص واختبارات مقننة، كما قدم برنامجاً علاجياً حاسوبياً، من ميزاته أنه باللغة العربية وليس مترجماً!
الأستاذ عبدالوهاب وغيره من المهتمين بهذه المشكلة يدعون الأسر ورجال التربية والتعليم للاهتمام بهذه المشكلة، من خلال الاستعانة بالمتخصصين لتشخيصها واتباع الوسائل العلاجية المناسبة، حتى لا نفقد المزيد من أبنائنا بتصرفات جاهلة وبالتالي خاطئة!