في مقالي السابق «فردوس المالديف ومجالات التعاون» حاولت التحدث عن مجالات التعاون بين السعودية والمالديف في الجانب الاقتصادي. وذكرت الفرص الاستثمارية الموجودة في عدد من القطاعات الاقتصادية بالمالديف وكيف ان السعودية يمكن الاستفادة منها خاصة في قطاعي الأسماك والسياحة. الا ان هناك جانبا مهما في التعاون بين البلدين وهو التعاون الامني وخاصة مكافحة الارهاب. فلما زار الملك سلمان لما كان وليا للعهد في عام 2014 جمهورية المالديف في زيارة رسمية بعد زيارة كل من باكستان والهند واليابان.، خرج بيان مشترك جدد الطرفان التأكيد على التزامهما بمحاربة التطرف والإرهاب، وعلى أهمية التعاون الامني بين البلدين في مجالات القرصنة البحرية ومكافحة جرائم تجارة المخدرات وغسيل الأموال. ثم لما أعلنت السعودية قيام تحالف عسكري إسلامي يضم ما يزيد على ثلاثين دولة إسلامية، من بينها جل الدول العربية، في خطوة نحو مواجهة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره -أيا كان مذهبها وتسميتها- حسب بيان إعلان التحالف، ويكون مقر تنسيقه وغرفة عملياته الرياض، كانت المالديف احد المشاركين في التحالف.
وتعتبر المالديف من الدول التي تعاني من انضمام شبابها الى صفوف تنظيم داعش. وعلى الرغم من عدم وجود رقم حقيقي للعدد الفعلي لمقاتلي جزر المالديف المنضمين الى تنظيم داعش، الا انه بحسب تصريح وزير خارجية المالديف علي نصير محمد في 14 مارس 2016م «من إن نحو 40 من مواطني المالديف انضموا إلى صفوف تنظيم داعش. واضاف وزير الخارجية» إن الحكومة تعرف 7 منهم، وأن 10 آخرين اوقفوا في سريلانكا وماليزيا، للاشتباه في محاولتهم الانضمام إلى التنظيم في سوريا، موضحا «أنه لم يتم اعتقالهم، بسبب عدم صدور أمر قانوني في وقت سابق بحقهم.» في المقابل تشير كثير من التقارير «إلى أن ما بين 50 و100 مالديفي انضموا لتنظيم داعش من أصل 300 ألف عدد سكان جزر المالديف». وقد بينت كثير من التقارير ان شهر أكتوبر في عام 2013 شهد وصول أول مالديفي لسوريا. وفي شهر سبتمبر من عام 2015، نشر تنظيم داعش، شريطا مصورا عبر مواقعه، ظهر فيه عدد من عناصره، يتوعدون الرئيس المالديفي عبدالله يمين، بالقتل وتنفيذ عمليات إرهابية في الجزر، إذا لم يُطلق سراح شيخ عمران عبدالله، زعيم المعارضة، الذي تم إلقاء القبض عليه في أعقاب مظاهرات ضد الحكومة تطالب باستقالة الرئيس، فيما اتهمته الحكومة بالتحريض على العنف. في ظل تزايد تنظيم داعش من استقطاب العديد من الشبان المالديفيين للانضمام في صفوفه والقتال معه، أقرت الحكومة المالديفيه قانونا يسمح للسلطات بتثبيت كاميرات في منازل المواطنين، الذين تشتبه في أنهم متعاطفون مع تنظيم داعش، ومن المرجح انضمامهم إلى المسلحين في الخارج. وان اعتقد ان هناك اهتماما مشتركا بين السعودية والمالديف في مجال مكافحة الارهاب. ويمكن للطرفين العمل ضمن التحالف الاسلامي التي انشأته السعودية في محاربة الفكر المتطرف وتنسيق كافة الجهود لمجابهة التوجهات الإرهابية. بل يمكن لحكومة المالديف الاستفادة من خبرة السعودية الطويلة في مكافحة الارهاب وتبادل كثير من الخبرات سواء الاستفادة من مركز الامير محمد بن نايف للمناصحة، او حملة سكينة او حتى الاستفادة الخبرات المتراكمة من لدى القوات الامنية السعودية في محاربة التنظيمات الارهابية وتفكيك كثير من الخلايا الارهابية.