التطوع ليس مجانيا فله عوائد تتعاظم إذا لم تترقبها ولم تحصرها في المادة وحيز اللحظة، فلا تستجب في أول الطريق للإغراءات الآنية والمصالح الضيقة فهي تأتي دون أن تشعر بها أو تتكلف للحصول عليها، ودافعك للتطوع هو الذي يحدد ما بعد ذلك من اختيار المجال وطريقة العمل ونظرتك للأمور والأسلوب في التعامل وحجم توقعاتك، والأهم تقبل الآخرين لك، ولا تنسى أن الصبر مفتاح كل شيء، فالتطوع يتطلب الكثير منه، فأنت ستدخل فجأة مع كافة أطياف المجتمع وفي أوقات قد لا يكونون في أحسن مزاج وستدخل بحرا من الثقافات والأخلاقيات وعواصف من السلوكيات والتصرفات غير المبررة، فيجب أن تكون متفهما لذلك ومتوقعا ومتمكنا من التعامل معها بصبر، وصديقك في هذا الطريق الجميل هو التواضع لأنه مؤشر الإخلاص ومفتاح القبول، قد يتسرب لك الإعجاب من عملك وإطراء الناس، فما تقوم به من تغيير في مجتمعك يستقطب نظرات الإعجاب وكلمات التقدير، كن مدركا لذلك وأكمل طريقك بتواضع واخدم الناس كأنك صاحب الحاجة.
والثقافة هي السر وبدونها لن يكون هناك تميز، فالثقافة هي رحم الإبداع فهي تمنحك نظرة بعيدة شاملة فكن مثقفا قارئا متمعنا لما سبق مطلعا لما سيأتي ولاحظ التغير في نفسك، فالتطوع لن يطور مجتمعك الآن، سيطورك أولا ثم ستطور أنت مجتمعك ووطنك.
