في تضاعيف الكلمة الضافية التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله– في افتتاح المؤتمر الدولي الذي تنظمه رابطة العالم الاسلامي تأكيد على حرص المملكة لتكون نموذجا حيا لحماية الحقوق والحريات المشروعة، وهو نموذج لما يجب أن تكون عليه الحماية في سائر الدول الاسلامية، وهي حماية تطبق بالمملكة وتشاهد بأعين الناس المجردة.
وهو نموذج يحقق بكل تفاصيله وجزئياته الرفاه والتنمية للمجتمع، وهذا ما يحدث على أرض الواقع بالمملكة اعتمادا على تطبيق مبادئ وتشريعات وتعاليم وأحكام العقيدة الاسلامية السمحة في كل أمر وشأن، وكان من شأن هذا التطبيق السليم أن شاعت حماية الحقوق والحريات بين كافة أفراد المجتمع السعودي الذي يفخر بانتمائه الى وطن يقوم بتطبيق تعاليم الاسلام الخالدة التي حققت الكثير من الأمن والاستقرار والرخاء.
إنها قيم إسلامية خالدة من شأنها المحافظة على الأمن المجتمعي والتآلف بين أفراد المجتمع المسلم وتعزيز التمسك بالكتاب والسنة إشاعة للثقة المطلقة بين الحاكم والمحكوم، وهي قيم ثبتت صلاحيتها لنشر العدل والمساواة بين أفراد المجتمع، كما أنها قيم مستمدة من عقيدة ربانية لا وضعية تضمن للإنسان صلاحه في دنياه وتحثه على مسالك الخير لينال القبول والرضا في آخرته من رب العزة والجلال.
حرية التعبير مكفولة في العقيدة الاسلامية بما يتوافق مع كرامة الانسان والتزامه بالضوابط الشرعية المحققة لمصالح المسلمين في الدارين، وهي حرية تنبع من الحرص على مصلحة الانسان وحثه على فعل الخيرات وانشاء التواصل الفاعل مع مجتمعه، والتمسك بما جاء في الشريعة الاسلامية من أوامر ونواهٍ تحقق سعادته في الدنيا وتضمن له تحقيق أمانيه وأحلامه المنشودة.
لقد التزمت المملكة في نظامها الأساسي للحكم بجميع وسائل التعبير المضبوطة بالكلمة الطيبة وبأنظمة الدولة والاسهام في تثقيف الأمة ودعم وحدتها الوطنية، وحظر ما يؤدي لنشر الفتنة والانقسام أو المساس بأمن الدولة أو الاساءة لكرامة الانسان وحقوقه، وهو التزام ما زال يحظى باحترام وتقدير وتثمين كافة دول العالم التي رأت ما تحقق بالمملكة من قفزات تنموية ونهضوية متصاعدة بفعل تمسكها الوثيق بمبادئ العقيدة الاسلامية السمحة.
والمملكة من هذا المنطلق تحقق الكثير من الانجازات الباهرة التي أدت الى حماية حقوق الانسان وأدت الى تمتع أفراد المجتمع بالحريات المشروعة والممنوحة لهم من قبل التشريعات الاسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة خاتم أنبيائه ورسله عليه أفضل الصلوات والتسليمات، وهي انجازات أدت الى تصاعد البناء والنماء والرخاء مع التمسك بمعطيات العقيدة الاسلامية التي كفلت للانسان المسلم الخير في دنياه وآخرته.