كشف مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء، الدكتور فيصل شاهين، أن الشرقية ثالث مناطق المملكة في الاحتياج لزراعة الأعضاء مشيرا الى أن المركز اعتمد خمسة مشاريع مهمة لمواكبة التحول الوطني 2020 م تتعلق هذه المشاريع بتطوير برامج زراعة الاعضاء، وبرنامج التثقيف بالتبرع بالأعضاء في العناية المركزة بالمستشفيات وبرنامج السجل الوطني للفشل العضوي والحملة التوعوية بأهمية التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغيا، وبرنامج تقييم المستشفيات بالتبرع بالأعضاء والمختبر التفاعلي.
وأوضح شاهين في حوار لـ «اليوم» أن كل هذه المشاريع تصب في مواكبة التحول من خلال هذه المشاريع.
عدة جهات
•• في البداية حدثنا عن بداية المركز السعودي في زراعة الأعضاء ونشأته؟
- المركز تم إنشاؤه في الثمانينيات بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان اميرًا لمنطقة الرياض، بإيجاد مركز لزراعة الاعضاء وللغسيل الكلوي في عام 1982م، وقد شكل لهذا التوجه لجانا من عدة جهات وما هو موجود حاليا من مراكز وفروع لزراعة الاعضاء ومراكز لغسيل الكلى يسجل لخادم الحرمين الشريفين الذي كان وراء هذه المشاريع حتى تحققت على ارض الواقع.
##الاحتياج الفعلي
•• وما الخطط المستقبلية التي يقوم بها المركز وما أهم اهدافه؟
- اهداف الخطة تقوم على خمسة محاور، تشمل العلماء والأطباء والإعلام في عملية دور توعية المجتمع عن اهمية التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغيا؛ لأن هذا فيه أجر في عملية انقاذ حياة الآخرين ومن هم في حاجة لتوفر زراعة اعضاء من المتوفين دماغيا، ولا يوجد وعي لدى المجتمع حاليا عن أهمية التبرع بالأعضاء، والاعلام سوف تسند له هذه المهمة لإيصال المعلومات إلى المجتمع عن اهمية التبرع، وكذلك التركيز على دور الاطباء والمختصين النفسيين خلال السنوات الخمس القادمة، والتبرع بالأعضاء اجازه العلماء والكثير من المجتمع لا يعلم عن ذلك، وتوعية المجتمع تحتاج وسائل الاعلام التي سوف تقوم بدورها خلال المرحلة القادمة، إضافة إلى عملية تقييم الاداء في العناية المركزة وتقييم حالات التشخيص والتقييم في المراكز التابعة للمركز وإيجاد منظومة متكاملة، فكل هذه المحاور التي نسعى لتحقيقها ضمن مشاريع مواكبة الرؤية، ونتوقع ان تجد إقبالا من المجتمع بعمليات التبرع بالأعضاء، لنصل إلى ما تبتغيه منظمة الصحة العالمية، وتعتمد المملكة على نفسها في عملية توفير الأعضاء للزراعة، ومنع السفر للمرضى للخارج سواء عن طريق الدولة او عن طريق المرضى انفسهم، خاصة ان تجارة الاعضاء اصبحت تجارة عالمية في البلدان الفقيرة وانتشر استغلال الفقراء في عملية شراء الاعضاء للزراعة، وهذا امر غير اخلاقي ومحرم شرعا، ومنظمة الصحة العالمية تحارب ذلك، والمملكة اوقفت إرسال المرضى بعد ان وصل عددهم في التسعينيات إلى ما يقارب 750 مريضا، وفي بعض السنوات تم ارسالهم عن طريق القطاعات الحكومية او عن طريق المرضى انفسهم؛ بهدف زراعة الكلى في بعض البلدان، وبعضهم عاد وهو يحمل امراضًا خطيرة مثل الايدز او بعض الفيروسات الخطيرة والامراض التي ينقلها لأسرته أو إلى المجتمع، حيث تم منع ارسال المرضى للزراعة خارج المملكة، رغم أن هذه الظاهرة موجودة على المستوى العالمي، وهي استغلال بعض البلدان الفقيرة لشراء الاعضاء رغم محاربة ذلك دوليا، فالمملكة لديها الامكانيات الكبيرة في عملية الزراعة، وإنما المشكلة في قلة التبرع حيث يتم سنويا زراعة اكثر من 850 كلية للمصابين، بعضهم يحصل عليها بالتبرع عن طريق اقاربه والبعض عن طريق متبرعين او متوفين دماغيا، فيما احتياج المملكة سنويا من الكلى يتجاوز 2500 كلية.
##مراكز خاصة
•• قبل فترة تم التطرق لوجود ما يسمى ببيع الأعضاء والمركز كان ينفي ذلك، هل صحيح ما تم تداوله من قبل وسائل الاعلام عن وجود هذه الظاهرة في مراكز خاصة للزراعة؟
- لقد تم منع هذه الظاهرة قبل ان تتكون، وكانت تظهر حالات كان يدعي صاحبها بأنه متبرع، ولكن تم اكتشافها من المركز في حالات التقدم بطلب للتبرع، والتي تتضح انها كانت عن طريق بيع الاعضاء وليس بالتبرع، ويتم التصدي لها ولن يتم السماح بها لأنها محرمة لاستغلال الفقراء في عملية بيع اعضائهم، كونه عملا محرما وإجراميا وغير أخلاقي، ولا يمكن ان تسمح به المملكة لأنه يفتح أبوابا عديدة لاستغلال الفقراء والمحتاجين، كما أن المملكة تمنع الاستفادة من الأعضاء حتى في الحالات التي يحكم عليها بالإعدام، كما في الصين وبعض البلدان التي يتم إعدام الشخص بالقرب من العناية المركزة، حتى يمكن الاستفادة من أعضائه وإدخاله قسم العمليات فورا بعد الاعدام، وفي الحالات التي يتم اكتشافها لاستغلال الفقراء بعملية بيع أعضائهم أو الاتجار بالأعضاء يتم التشهير بها ويعاقب مرتكبها. •• وما المناطق الأكثر احتياجً لزراعة الاعضاء؟
- بالنسبة للمناطق الاكثر احتياجًا لزراعة الاعضاء، هي الرياض، تليها جدة ثم المنطقة الشرقية، وهذا الترتيب اعتمد على نسبة الكثافة السكانية للمناطق، لان سكان الرياض والمنطقة الشرقية والغربية والمدينة يمثلون 80 % من السكان في المملكة.
د. فيصل شاهين في حواره مع «اليوم» ( تصوير: فيصل حقوي)
##مواكبة التحول
•• هل تم رصد ميزانية لمشاريع مواكبة التحول؟ وهل خصصت تلك الميزانية لتوعية المجتمع؟
- نعم تم اعتماد مبلغ 45 مليون ريال سنويا لبرامج التحول، تشمل عمليات التدريب والتثقيف الاعلامي والبرامج الشاملة لهذه المشاريع تشمل تأهيل الاطباء في العناية المركزة بالمستشفيات، وتدريب العاملين في فروع المركز السعودي في المنطقة الشرقية والقصيم، إضافة إلى باقي المراكز التابعة للمركز السعودي لزراعة الاعضاء في كل من المنطقة الشمالية بتبوك والمنطقة الجنوبية والمدينة المنورة، حيث لا توجد فروع للمركز إلا في المنطقة الشرقية والقصيم ومنطقة مكة، ويسعى المركز لان يقيم 20 مركزا في جميع مدن المملكة بطريقة ان كل عام يتم افتتاح مركز جديد، حيث حاليا يتم الاستعداد لمركز بالمدينة المنورة ومركز في تبوك ومركز في المنطقة الجنوبية، وذلك لمنع المركزية في عمل المركز السعودي لزراعة الاعضاء، ولا شك ان هناك مساندة ودورا فعالا من قبل اطباء العناية المركزة في المستشفيات.
كما أن المركز خصص مع الخطة الجديدة في عملية التحول الوطني ما يقارب 18 مليون ريال، أي بنسبة 40 % من ميزانية برامج زراعة الاعضاء، وهدفها الرئيس هو التثقيف بأهمية التبرع لأعضاء المتوفين وتحقيق التوعية الاجتماعية والصحية للحفاظ على أعضائنا صحياً.
## أطباء العناية
•• ذكرتم ان هناك توجها لإيجاد 20 مركزًا لزراعة الاعضاء في عدد من المدن، هل هذه المراكز سوف تقوم بعمليات التشخيص؟ وهل هي ضمن التحول الوطني؟
- لا، هذه المراكز دورها التنسيق مع اطباء العناية المركزة وتقوم بالتدريب والتعليم في المستشفيات على كيفية الاستفادة من اعضاء المتوفين دماغيا، وإنشاء هذا العدد كان مخططا له قبل التحول الوطني، ولان إيجادها يعتبر مهمًا مع التحول الوطني.
•• كيف يتم دعم فريق زراعة الاعضاء، وما دور الأطباء في المستشفيات العلمية؟ وهل هناك مشاكل تواجه المركز في عملية التنسيق مع المستشفيات؟
- فريق زراعة الاعضاء بالمركز يعتبر مشرفًا على المستشفيات لوجود اطباء وجراحين للكلى والقلب والكبد والرئة ومركز زراعة الاعضاء يوجد فيه مائة طبيب ومنسق، فيما الفروع توجد في كل من الشرقية والرياض والقصيم وجدة.
•• كم عدد الحالات التي تحتاج للزراعة سنويا في المملكة؟ وهل جميع الزراعات ناجحة؟
- الحالات التي تحتاج للزراعة سنويا في مرضى الفشل الكلوي تبلغ 18 الف حالة سنويا، وعدد الحالات التي تكون جاهزة للزراعة تتجاوز ستة آلاف حالة، اما بالنسبة للكبد فعدد الحالات يتجاوز سنويا خمسمائة حالة، يتم زراعة 240 حالة وباقي الحالات تتعرض للوفاة، فيما الحالات التي تحتاج لزراعة الرئة والقلب سنويا تعتبر متقاربة، ولكن الحالات التي لا تتوفر لها اعضاء متبرع بها معرضة للوفاة، ماعدا الكلى يمكن ان يعيش المصاب بها فترة عندما يستمر على عملية الغسيل.
##مناطق الصراع
•• هناك من يدعي أنه يتم تهريب الاعضاء من مناطق الصراع ومن ضحايا الحرب في العراق وسوريا إلى المملكة، هل هذا صحيح؟
- لا يوجد أي حالات من مصابي الحرب في تلك البلدان بالمملكة، ولكن يوجد إحدى الدول المجاورة يتم فيها بيع اعضاء ضحايا الحرب، وقد حذرنا الكثير من المرضى بعدم الذهاب لها، وعملية تهريب الاعضاء مستبعدة لعدة عوامل؛ لان عملية الزراعة للعضو لها وقت معين ويجب ان يتم حفظ العضو في درجة معينة وبمحاليل معينة في فترة وجيزة، وهذا يُصعب من نقل الاعضاء بشكل صحيح وسليم، خصوصاً أن تلك المناطق تخلو من البيئة الصحية .
•• كم عدد الأطباء المختصين بزراعة الاعضاء في المملكة؟
- عددهم محدود مقارنة بالحاجة ونسبة السعوديين لا تتجاوز 50 %، فرغم توجيه وزير الصحة بتوفير طبيب واخصائي منسق مع المركز في كل عناية مركزة بالمستشفيات، إلا اننا بحاجة إلى عدد كبير من المختصين في عمليات الزراعة، ومع الاسف ان بعض الاطباء الذين تم ابتعاثهم في هذا التخصص بعد عودتهم وجدوا صعوبة في عمل زراعة الاعضاء وتركوه، خاصة ان من يقوم بزراعة الاعضاء يواجه جهدا بشأن انقاذ حياة مريض، واحيانا يأخذ اكثر من ثلاثة ايام بدون نوم وراحة، ويعرض نفسه للأخطار من خلال استخدام طائرات الاخلاء في نقل الاعضاء من مكان إلى آخر، خاصة انه ليس لهم مميزات افضل من غيرهم، ويتم التعامل معهم مثل التعامل مع موظفي الضمان الصحي.
•• هل مخصص لكم طائرات خاصة لنقل الاعضاء؟
- لا توجد طائرات خاصة لنقل الاعضاء، وإنما يتم العمل عن طريق تبرع الاخلاء الطبي بطائرات، ولو توقف عمل الاخلاء مع المركز فسوف ينهار عمل المركز؛ لأن زراعة الاعضاء تعتمد على الطائرات في نقل الاعضاء من مكان لآخر، ومع التحول الوطني نتمنى ان نجد في المستقبل طائرات خاصة للمركز السعودي لزراعة الاعضاء؛ لنقل الاعضاء من منطقة إلى اخرى، فما تحقق للمملكة من تفوق في عملية الزراعة عالميا ناتج عن دور الاخلاء الطبي، ونتوقع أنه لن يستمر معنا؛ نظرا لما لديه من مهام يقوم بها.
##بقاء المريض بعد الزراعة لا يتجاوز 10 أيام
بالنسبة لنجاح عمليات الزراعة للأعضاء اصبحت نتائجها افضل في الوقت الحالي؛ نظرا لحصول الاطباء على مهارات افضل لعمليات الزراعة او للتعامل مع ادوية المناعة، حتى ان غالبية الحالات التي يتم الزراعة لها لا يتجاوز بقاؤها في المستشفى بعد عملية الزراعة اكثر من عشرة ايام، سواء زراعة الكلى او القلب او الرئة، وكذلك زراعة الكبد اصبحت المملكة في مقدمة البلدان في زراعة الأعضاء، وحتى بالزراعات الدقيقة كأجزاء من كبد المتبرع، وتمتلك أحدث الاجهزة في هذا المجال، ولدينا مستشفيات تقوم بزراعات ناجحة مثل مستشفى الدمام التخصصي الذي يزرع فيه جميع الاعضاء ما عدا القلب.
##د. فيصل شاهين
• المدير العام للمركز السعودي لزراعة الأعضاء.
• كبير استشاريي أمراض الكلى.
• استشاري أول الطب الباطني وأمراض الكلى.
• مؤسس مركز الكلى جدة في عام 1993.
• المحرر التنفيذي لـSJKDT من عام 1994.
• عضو مجلس جمعية زراعة الأعضاء.