عندما يزرع مريض الفشل الكلوي كلية فهو يبحث عن إنهاء معاناة طويلة كان المولى في عونه، ولكن لكثير من مرضى مناطق الأطراف (من حفر الباطن إلى عرعر إلى حائل ومثيلاتها) فإن الزراعة تكون بداية لمعاناة جديدة من نوع آخر، تتمثل في اضطرارهم - وأقاربهم - للتردد الدائم على مستشفيات الرياض لمتابعة حالتهم بعد الزراعة، وفي أحيان كثيرة يجد الطبيب المعالج أنه لم يكن يوجد ما يستدعي قدومهم!
المشكلة أن هذا القدوم الذي لم يكن له داع يعني قطع آلاف الكيلو مترات - ذهاباً وإياباً- على السيارة لمريض يعاني ويحتاج إلى الراحة، أو من خلال الطيران وما يتبعه من مشاكل ينوء بحملها الأصحاء، بداية من الحجز والبحث عن الكرسي والانتظار في المطار غير المهيأ في أحيان كثيرة، ثم استئجار سيارة العاصمة، ومع ذلك كله المصاريف المالية الكبيرة والآثار غير المنظورة التي تتبع رحيل المريض ومرافقيه إلى العاصمة وترك بيوتهم وأطفالهم!
ما الحل لهذه المشكلة؟!
يملك المرضى الحل، ويشاركهم فيه كثير من الأطباء الذين يعانون ازدحام هؤلاء المرضى على عياداتهم، وما قد يؤدي إليه ذلك من كونه على حساب الحالة الأكثر احتياجاً!
حيث يقول هؤلاء المرضى: إن مستشفى الملك فيصل التخصصي لم يقصر تقصيراً كاملاً تجاههم، بل هو متفهم لمعاناتهم ومعاناة أطبائه مع ظروفهم، لذلك قام بافتتاح مكاتب في مستشفيات بعض المحافظات والمناطق لتختصر عليه وعلى المرضى الطريق!
المشكلة أن هذه المكاتب أصبح دورها الأكبر تنسيق المواعيد فقط، وهو دور أقل من المأمول منها، فتنسيق المواعيد لم يعد صعباً على المريض كما كان في السابق، ويقترحون أن يتم تفعيل دور هذه المكاتب بتوفير الأجهزة اللازمة لها، ليتم إجراء التحاليل للمرضى في مستشفيات مناطقهم، ومن ثم ترسل هذه التحاليل الموثوقة للطبيب المختص في مستشفى الملك فيصل التخصصي وغيره لينظر هل تستدعي حالة المريض قدومه إلى الرياض أم لا؟!
أتمنى من وزارة الصحة أن تنظر في هذا المقترح، ففيه توفير للوقت والجهد والمال، على المريض والطبيب والوزارة نفسها!
ولا ينبئك مثل خبير!.