جمهورية أذربيجان بلاد ذات نظام ديمقراطي، وهي دولة مستقلة في منطقة القوقاز في أوراسيا، ومنذ استقلال هذه البلاد حكمها رجلان، أب هو الراحل حيدر علييف، وخلفه ابنه الرئيس الحالي الهام علييف الذي استخدم حقه الدستوري كما أُعلن عقب أحدث تعديل دستوري في العام 2016 خول الرئيس أن يختار نائبه الأول، وبقية نواب الرئيس. هذه الجمهورية وجدت حضورا لافتا في الأخبار أواخر شهر فبراير 2017؛ كون رئيسها اهتدى إلى تعيين عقيلته لتكون النائب الأول لرئيس الجمهورية. الرئيس الهام علييف في السلطة بشكل فعلي منذ 2003 حيث كان رئيس وزراء ثم رئيسا للبلاد، والسيدة حرمه التي هي النائب الأول له اليوم وهي في ذات الوقت السيدة الأولى في البلاد منذ توليه منصب رئيس الوزراء. ولها دور فاعل اجتماعيا وثقافيا في البلاد كما تقول الأخبار، هي من أسرة قريبة من السلطة ومتحصلة على تعليم رفيع في الطب، علاوة على شغلها لمناصب شرفية أخرى. ربما تكون من المرات النادرة في التاريخ الذي يحكم فيه رجل وتنوبه زوجته في الحكم، الجميل أن ذلك يحدث في ظل الديمقراطية ووجود دستور وحب وقبول من الناس. تزامن مع الحدث السابق القادم من أذربيجان أنه في ايسلندا الدولة الأوروبية المكونة من مجموعة من الجزر في شمال المحيط الهادئ، حدث أمر طريف وغريب في أنه عندما كان رئيس الدولة التي لا يتعدى عدد سكانها 320 ألف نسمة يزور إحدى المدارس المحلية سأله تلميذ عن رأيه في من يقومون بطهي البيتزا مع شرائح الأناناس!! فرد الرئيس «غوني يوهانس» بأنه لا يفضل ذلك الأمر، وينصح بفطيرة البيتزا بثمار البحر، لكنه لا يستطيع أن يمنع الناس من تناول البيتزا بالأناناس، لأن ليس لديه القوة والحق الدستوري الذي يخوله لإصدار مثل ذلك القانون. وقال الرئيس في معرض اجابته: أشعر بالسعادة لأن ليس لدي السلطة لمنع الناس مما يحبون، والرؤساء عموما لا يجب أن يكون لديهم سلطة مطلقة. إلى هذا الحد لم تنته قصة البيتزا والأناناس في ايسلندا حيث حظيت القصة بتداول واسع على وسائل التواصل مما اضطر الرئيس لإصدار توضيح باللغتين الوطنية والإنجليزية على صفحته في الفيس بوك ليوضح رأيه للناس في أمر جانبي!! تزامن مع الحدثين السابقين في كوريا الجنوبية الإعلان عن تأجيل البت في مصير رئيسة الدولة (بارك غيون) المرأة التي صوت البرلمان لعزلها في ديسمبر 2016 إثر تورطها في قضايا فساد، ويُتوقع أن يصدر الحكم النهائي على الرئيسة غير المحظوظة، في منتصف شهر مارس. وتقول الأخبار إنه إذا ما أقرت المحكمة عزل الرئيسة فإنه سيتم ازاحتها مباشرة من السلطة، وستجري انتخابات خلال 60 يوما، المحزن في الأمر أن الرئيسة المسكينة لم تثبت التحقيقات انها استحوذت على شيء لنفسها، وكل ما في الامر أنها استغلت نفوذها لدى بعض الشركات لتنفيع صديقتها (سوي سو سيل) بمبالغ مالية تتجاوز السبعين مليون دولار فقط. ولم يقف الأمر عند ذلك الحد فقد طالت التحقيقات والاقالات كبار رجال الدولة، وتم التحقيق مع عدد من رجال الأعمال المشهورين. التحديات التي تحيط بالعالم اليوم بما فيها انتشار أسلحة الدمار، وانتشار آفة الإرهاب البغيضة، وإهدار الثروات الوطنية في مسارات ومسارب الفساد الذي يكاد يكون ظاهرة كونية، كل ذلك جدير بالمجموعة الدولية التعاون الجاد لتأمين مستقبل أكثر أمانا للناس، بعد تأمين المولى تعالى ورعايته. وهذه الأخطار جديرة بأن تسير دول العالم وحكوماته، وشعوبه نحو الرشد في إدارة البلدان، ومحاولة الاقتراب بقدر الإمكان من الشكل الذي أصبح متعارفا عليه للدولة العصرية، التي تحكمها مؤسسات ويسعد الناس فيها بتدبير شيء من أمور حياتهم. العالم مل من القصص الغريبة والاخبار العجيبة التي تحدث هنا وهناك تفاجئ الناس كل يوم باللامألوف، وتنغص عليهم عيشهم من خلال تنامي الظواهر السلبية في حياتهم وفي مستقبل أطفالهم.
حياة الناس قصيرة ولم تعد تحتمل كل هذا القلق الذي أصبح كونيا مع شديد الأسف، وحياة الدول ستغدو مثل حياة الأفراد إذا لم يتنادِ الجمع لاجتراح الحلول. وهي بسيطة وميسرة إذا أراد الناس تمثلها في شؤون حياتهم.