قبل عام من اليوم أشارت إحصائية لوزارة الصحة الى أن هناك 620 طفلا من أطفال المنطقة الشرقية، على قائمة الانتظار لزراعة قوقعة الأذن. وهذه النسبة حسب مدير الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بالشرقية الأستاذ علي الريان، تعتبر أعلى نسبة من بين جميع مناطق المملكة. وإذا ما افترضنا زيادة نسبة الإصابة بمعدلها الطبيعي، فإن عدد الأطفال الذين ينتظرون إنقاذهم حتى هذا اليوم قد يصل إلى 700 طفل. الأطباء المتخصصون يعلمون أن هؤلاء الأطفال يمكن أن يتخلصوا من هذه المعاناة ويصبحوا أصحاء مثلهم مثل بقية الأطفال، عندما تزرع لهم القوقعة وهم في الرابعة من أعمارهم وما دون، وأن «الإيجابية» تقل كلما تجاوز الطفل هذا العمر. قد نلوم وزارة الصحة لو أنها تجاهلت هذه المأساة، لكن ما لدي من معلومات يؤكد أن الوزارة اعتمدت مبلغ ثلاثة ملايين ريال ضمن ميزانيتها لتشغيل وحدة زراعة القوقعة في الشرقية، وأن هناك فعلا وحدة جاهزة في مستشفى الولادة والأطفال لكنها لم تشغل، ناهيك عن وجود استشاري لجراحة القوقعة وهو المكلف بالإشراف على البرنامج. كما لا أنسى أن هناك قرارا سبق وأن أصدره د. صالح الصالحي مدير عام صحة الشرقية السابق في شهر 3 من عام 1436 بإنشاء برنامج لزراعة القوقعة للأطفال بالشرقية. هذه قضية تحتاج لتدخل معالي الوزير أو أحد نوابه؛ لمعرفة الأسباب الحقيقية التي حالت دون تشغيل الوحدة. فمعاليه وجميع قيادات الوزارة يعلمون علم اليقين، كم هو مهم أن يتحول 700 طفل وربما أكثر من أشخاص معاقين سمعيا يعانون وتعاني أسرهم وترعاهم الدولة طيلة حياتهم، إلى أشخاص أسوياء يعيشون كما غيرهم من الأطفال يتعلمون وينجحون وينتجون في وطنهم. ولكم تحياتي.