سعادة رئيس تحرير صحيفة (اليوم) الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم الموقرة يوم الأربعاء 6 ربيع الآخر 1438هـ، الموافق 4 يناير 2017م تحت عنوان «صرخة من المتاحف الخاصة» للدكتور سامي الجمعان والذي تحدث فيه عن المتاحف الخاصة ومعاناة أصحابها، مشيدا بما قامت به الهيئة في هذا المجال، ومشيرا إلى أن «هناك جهات أخرى تتحمل جزءا من مسؤولية الدعم لهؤلاء المجتهدين». ونحن في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني نشكر لكم اهتمامكم بالقضايا المتعلقة بالتراث الوطني، وبالمتاحف على نحو خاص، ونتفق مع الكاتب في أن هذه المتاحف الخاصة تحتاج بالفعل إلى تضافر جهود الجهات المعنية للعمل على تطويرها ودعم أصحابها نظرا لأهمية دورهم في المحافظة على جزء مهم من التراث الوطني، ونود أن نوضح لقرائكم الكرام أن الهيئة تقدر الدور الذي تقوم به المتاحف الخاصة المنتشرة في مناطق المملكة لكونها جزءا من المنشآت الحاضنة لتراثنا الوطني، ولذلك عملت الهيئة على رصد أكثر من (500) متحف خاص ومجموعة، ومنحت حتى الآن تراخيص لـ(160) متحفا من المتاحف التي تنطبق عليها المعايير المتحفية والاشتراطات التي وضعتها الهيئة للترخيص، وهي تهدف في المقام الأول إلى تطوير نشاط المتاحف الخاصة ودعمها وفق شروط محددة مرتبطة بجودة الأداء ضمن اشتراطات لتصنيف فئات المتاحف الخاصة حتى تكون مؤهلة للحصول على ترخيص يؤهلها لمزاولة نشاطها المتحفي واستقبال الزوار، وتلقي الدعم الفني الذي تقدمه الهيئة، والدعم المادي الذي تقدمه جهات الإقراض في المستقبل، وقد حددت الهيئة مسئولياتها عن المتاحف الخاصة في مجموعة من المحاور الرئيسية، تتمثل في منح الترخيص اللازم لأصحاب المتاحف الخاصة لممارسة مهامهم تحت مظلة الهيئة، ومساعدتهم في الرقي بمنتجهم السياحي، وتقديم المساعدة الفنية والإدارية لتسهيل قيامهم بواجباتهم ضمن المنظومة السياحية، وجعل المتاحف الخاصة ضمن المسارات السياحية للمناطق أو المدن والمحافظات التي تقع ضمن حدودها الإدارية، ومساعدة أصحاب المتاحف الخاصة في تطوير عروضهم من خلال البرامج التي تنفذها الهيئة لهذا الغرض، بالإضافة إلى قيام الهيئة بالترويج للمتاحف الخاصة في مطبوعاتها، وضمن نافذة إلكترونية خاصة على موقعها الإلكتروني تتضمن معلومات أساسية وصورًا لكل متحف. كما نوضح أنه بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تنظم الهيئة كل عامين «ملتقى أصحاب المتاحف الخاصة» الذي يقام في كل دورة بإحدى مناطق المملكة، وقد أقيمت ثلاث دورات ناجحة منه بالتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق يوم 18 مايو من كل عام، وكانت الدورة الأولى في الرياض عام 2011م، والثانية في المدينة المنورة عام 2013م، والثالثة في الأحساء عام 2016م، وشارك فيها نحو 400 من أصحاب المتاحف الخاصة من مختلف مناطق المملكة، ويهدف الملتقى إلى إبراز أهمية المتاحف الخاصة ودورها في بث الوعي بأهمية التراث الوطني ونشر الثقافة المتحفية بين أفراد المجتمع، والتفاعل المباشر مع مسؤولي الهيئة والجهات المعنية الأخرى، لتبادل الخبرات والتجارب بين أصحاب المتاحف الخاصة، والتعرف عن قرب على توجهات الهيئة المتعلقة بتطوير المتاحف، وتقديم الدعم اللازم لها، وإثراء تجارب أصحابها فيما يتعلق بالمحافظة على القطع التراثية والأساليب المثلى لعرضها، ولتعزيز هذه الخبرات ودعمها نظمت الهيئة بالتنسيق مع وزارة الخارجية السعودية، والجهات المعنية بدولة الإمارات العربية المتحدة رحلات استطلاعية شارك فيها أصحاب المتاحف الخاصة للتعرف على تجربة المتاحف في إمارتي (الشارقة ودبي)، وكان لها الكثير من الآثار الإيجابية في تطوير أداء المتاحف التي شارك أصحابها في هذه التجربة الاستطلاعية. وفيما يتعلق بما أورده الكاتب في مقاله حول الدعم المادي، وقوله إن «الهيئة أجلت أهم مبادرة ينتظرها أصحاب المتاحف الشخصية، وهي توفير الدعم المادي القادر على منع تقويض هذه المشاريع وهدم تطلعات المفتونين بها» نود الإشارة إلى أن الهيئة ليست جهة تمويل، ولكنها في نفس الوقت تبذل جهودا كبيرة في هذا الجانب، وتعمل على التنسيق مع الجهات المقرضة الرسمية والخاصة لتأمين تمويل المتاحف الخاصة وفق منهجية تضمن تحاشي الأخطاء التمويلية السابقة التي وقع فيها بعض أصحاب المتاحف الخاصة الذين حصلوا على قروض ثم تعثروا في سداد أقساطها، وذلك قبل أن تصبح الهيئة مسؤولة عن المتاحف بشكل عام. ختامًا ـ نقدر لكم اهتمامكم بقضايا التراث الوطني، آملين نشر هذا الإيضاح في المكان المناسب، وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري.
مدير عام الإعلام وعلاقات الشركاء
ماجد بن علي الشدي