ما عبر عنه قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله- حول أهمية العمل على التواصل والحوار بين أتباع الأديان والثقافات تعزيزا لمبادئ التسامح، أثناء استقباله لفخامة الرئيس الإندونيسي وأبرز الشخصيات الإسلامية والأديان الأخرى، يوم أمس الأول، هو هدف سعت المملكة إلى تحقيقه وتحويله إلى واقع ملموس بين سائر الدول الإسلامية؛ لما يتمتع به من مضامين أساسية لدعم التضامن الإسلامي بين المسلمين. مفهوم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات يمثل مدخلا صائبا لتعزيز مبادئ التسامح والاعتدال بين سائر الأديان وصولا إلى تعزيز التعاون والتعاضد والتضامن بين كافة الدول الإسلامية، ومن المعروف أن هذا الحوار يمثل نهجا صائبا وسليما لتسوية كل الخلافات التي قد تطرأ بين أولئك الأتباع وتفوت الفرصة أمام أعداء الديانات السماوية لتشتيت كل المبادئ الربانية التي جاءت بها تلك الأديان. ويعيش أولئك الأتباع في زمن يتربص فيه أعداء الديانات والثقافات للنيل من كافة الأديان السماوية ومحاولة تفريق الكلمة والوحدة والصف والطعن في الثقافات السائدة داخل مجتمعات أولئك الأتباع لغرس سلسلة من الاتجاهات المنحرفة ومحاولة ضرب التسامح الذي جاءت به تلك الأديان ومنها الدين الإسلامي الحنيف، وتفويت تلك الفرص يكون بتجسيد مفهوم الحوار وتعميقه بين صفوف كافة الأديان والثقافات في العالم. إنها خطوة صادقة أرادت بها المملكة إعلاء كلمة الله في الأرض، ودحر كل المحاولات المشبوهة التي ترمي لتفريق شمل المسلمين وشمل أصحاب الديانات والثقافات الأخرى من خلال طرح سلسلة من الشكوك حول مسيرة تلك الأديان والثقافات وعرقلة مفاهيمها السليمة حيال التسامح وبث روح الاستقرار والسلام والأمن داخل كافة المجتمعات المعتنقة لتلك الديانات السماوية. وإزاء ذلك، فإن مبدأ الحوار بين الأديان والثقافات في العالم يمثل منهجا راجحا للوصول الى مبادئ التسامح وترسيخها بين كافة أتباع تلك الأديان والثقافات، وقد نادى الاسلام بتعزيز تلك المبادئ وترسيخها بين كافة الشعوب؛ لما لها من أثر فاعل في نشر الخير والمحبة والسلام بين كافة المجتمعات وتفويت الفرص على أعداء تلك الديانات والثقافات ومنعهم من نشر الطائفية والفتن والشرور التي ما زالت شعوب العالم تعاني منها الأمرين. هذا الحوار شددت عليه المملكة منذ زمن، في محاولة لتأصيله داخل كافة المجتمعات المعتنقة للديانات السماوية والمتمسكة بثقافاتها الأصيلة إيمانا منها بأنه يمثل الطريق الأمثل لتعزيز التسامح بين الشعوب وتعزيز تكاتفها والتفافها حول ثقافاتها، وعدم السماح للمغرضين والعابثين ومن في قلوبهم مرض بتخريب تلك المبادئ العظمى التي جاءت بها تلك الأديان، أو السماح بالعبث بثقافات تلك المجتمعات.