على قدر المشاهد المؤلمة التي شاهدناها في مباراة الفتح والتعاون، كان الألم حاضرا، وربما يقول البعض وهو يقرأ هذه السطور إنك تبالغ في الوصف، وأقول نعم، ربما أبالغ وأنا أرى طفلا في مضمار ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية بالاحساء وهو يجلس تحت المطر الغزير، دون مراعاة لمشاعر الطفولة والانسانية التي كان يجب أن تحضر من مسؤولي المباراة والملعب ودوري المحترفين واتحاد القدم ووالدي الطفل، هو ليس بطفل واحد بل أطفال عدة توزعوا في مضمار الملعب لجلب الكرات، ولكن المطر في ذلك اليوم كان غزيرا مصحوبا بعواصف رعدية، مع أننا نسمع كل يوم عن القبض على هذا وذاك بسبب تعنيف الأطفال في منازلهم، ولكن ما شهدناه في مباراة الفتح والتعاون أدهى وأمر من التعنيف!!
في الاستديو التحليلي للناقل الرسمي للمباراة تواجد المحللون تحت مظلاتهم والأجمل ما قام به أحد المحللين باعطاء أحد الأطفال مظلته، في بادرة انسانية يشكر عليها، وأنا أقدم الشكر لمخرج المباراة الذي حمل أمانة عظيمة بفضح تعنيف الأطفال في ملعب الأحساء مما أثار سخط واستياء وسائل الاعلام عامة ضد المتسببين برميهم تحت الأمطار الغزيرة.
لسنا هنا ضد أحد، فنحن نكتب ما رأيناه من مشاهد نتمنى أن لا نراها مستقبلا بالضرب بيد من حديد ضد من سمح بمثل هذه السلوكيات في ملاعبنا، سلوكيات لا ندري من يتحمل تبعاتها ومن سمح بتطبيقها في ذلك اليوم.
أعجبني أحدهم عندما كتب أن مدير تعليم الاحساء علق الدراسة في صباح يوم المباراة خوفا على الطلاب، وفي المساء يتواجد أولئك الطلاب الأطفال في ملعب الأحساء ولا أحد يخاف عليهم.
لو تم التحقيق في الموضوع، (كالعادة) كل شخص سيرميها على الآخر وستبقى (الطاسة ضايعة) والى اللقاء في مصيبة أخرى.
