يتبين بوضوح من خلال ما أشار إليه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أثناء افتتاحه مركز الأمن الإلكتروني لمعالجة الحوادث الإلكترونية على المستوى الوطني اهتمام الدولة الكبير بسلامة المواطنين وحماية الاقتصاد الوطني، وهو اهتمام ينبع من التزام وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين بكل ما يسهم في أمن وسلامة المواطنين وحماية الاقتصاد الوطني.
ولا شك أن الأمن الإلكتروني تحول اليوم الى جزء لا يتجزأ من هذا الالتزام الذي تحرص الحكومة الرشيدة على ترسيم مختلف تفاصيله وجزئياته للوصول الى الغاية المنشودة من هذا التحول لمتابعة ما يخص سلامة المواطنين والعمل على حماية الاقتصاد الوطني بالمملكة، وتتخذ المملكة من هذا التحول أسلوبا من أساليب التطور التقني الهائل للحفاظ على أمن المواطن وسلامته والحفاظ على كل المكتسبات الاقتصادية العملاقة التي تحققت بالمملكة.
وسوف يتحول هذا المركز الى أهم مرجع تقني بالمملكة فيما له علاقة مباشرة بالعمليات الادارية الأمنية، وفيما له علاقة أيضا بمشاركة المعلومات المتعلقة بالمخاطر والتهديدات الإلكترونية والاستجابة ومعالجة الحوادث الإلكترونية على المستوى الوطني، وهو تحول له أهميته القصوى في توظيف التقنية لخدمة الحفاظ على الأمن والسلامة بالمملكة والتصدي لسائر التهديدات والمخاطر الإلكترونية المحتملة.
وتلك المخاطر تشمل معالجة مخاطر الفضاء الإلكتروني على مدار الساعة، والعمل على تطوير وتحديث القدرات الوطنية التقنية، وهي قدرات تعد الأحدث تطورا، وتطوير تلك القدرات له أهمية خاصة في عصر يعج بالمخاطر الناجمة عن استخدام الفضاء الإلكتروني لأغراض قد تضر بسلامة المواطنين وأمنهم واستقرارهم، فالأخذ بهذا التوجه المتطور من شأنه العمل على حماية المواطنين وحماية الاقتصاد الوطني السعودي الناهض في آن.
وإزاء ذلك يجري العمل على بناء منصة خاصة مهمتها الأساسية تبادل ومشاركة البيانات والتهديدات ومؤشرات الاختراق والتواقيع الإلكترونية بين المركز والجهات الحكومية، ولا شك أنها منصة هامة سوف تؤدي أغراضها الأساسية على مسيرة الحفاظ على سلامة المواطنين وسلامة الاقتصاد الوطني، فتبادل البيانات والمعلومات من شأنه الوقوف على كل الاختراقات الإلكترونية والتصدي لسلبياتها العديدة.
وافتتاح المركز يمثل انطلاقة واثبة في مجال تقني دقيق يعد من أهم الأساليب الحديثة للحفاظ على سلامة المواطنين وحماية الاقتصاد السعودي، ذلك أن الأمن الإلكتروني يمثل مدخلا صائبا من أهم المداخل التي يمكن الاعتماد عليها في عصر يتسم بتطور تقني هائل في سائر المجالات والميادين، ومنها المجال الأمني الذي توليه القيادة الرشيدة أهمية خاصة لما فيه استقرار وأمن وسلامة المواطنين، ولما فيه تصعيد وتيرة النمو الاقتصادي الوطني بطريقة سليمة.