ستحاول هذه الزاوية كل خميس أن تكون عاملًا مساعدًا، لبعض القطاعات الحكومية والخاصة، في فهم ما يتطلع إليه الناس منها وما لديهم من انطباعات عنها. ولكي نكون أقرب إلى الجانب العلمي، بدل الهواجس أو الانطباعات العابرة، فإن ذلك سيتم من خلال استفتاء على تويتر يطرح مسألة ما ويستفتي الناس عليها. هذه المرة استفتيت الناس حيال رأيهم في البنوك وما إذا كانت مقصرة في المبادرات والخدمات الاجتماعية. وخلال ثلاث ساعات، حتى وقت كتابة هذا المقال، صوت 1232 شخصًا، منهم 87% يرون أنها مقصرة و8% يرون أنها مقصرة نوعا ما و5% يرون أنها غير مقصرة.
كان هناك، أيضا، تعليقات على الاستفتاء تستحق الذكر من باب الإنصاف والإحاطة، قدر الإمكان، بآراء الناس. هناك من قال إن بعض البنوك مهتم بالمبادرات والخدمات الاجتماعية وبعضها (مطنش) حيث لا نستطيع التعميم. وهناك من يرى أن كلها لديها مبادرات اجتماعية لكنها مقصرة جدا كون ما ينتظر منها أكثر مما قدمت إلى الآن بكثير. وفي رأي آخر أنها تأخذ ولا تعرف العطاء والدعم الاجتماعي. وفي رأي أحدهم أن التقصير ليس من البنوك فقط؛ بل من كل الشركات الكبرى التي تحقق أرباحًا قد تصل أحيانا إلى 100%. وأخيرا هناك رأي مهم وهو أن البنوك في العالم إذا قدمت مبادرات وخدمات اجتماعية تحصل على مكافآت في المقابل من الدولة، فما الذي ستحصل عليه البنوك لدينا ويغريها لتنشط اجتماعياً؟!
وإذا أردتم رأيي، بعد كل هذه الآراء، فإنني أعتقد أن البنوك تأخرت كثيرا في مبادراتها الاجتماعية. وحين أطلق بعضها هذه المبادرات لم تكن على قدر المتوقع، حيث تم تنفيذ برامج صغيرة وغير مؤثرة في المشهد التنموي والاجتماعي العام. وقد يحدث ذلك أحيانا من باب ذر الرماد في العيون. ما ننتظره هو أثر فعلي مباشر لمبادرات البنوك الاجتماعية على حياتنا في كل مجال، التجاري والتعليمي والطبي والخيري. نريد، مثلا، أن نرى بنكا يبني مدرسة ابتدائية نموذجية، وهكذا.