الضيوف ■ ■ لهم حقوق وعليهم واجبات.. تقول العرب: (الضّيف في حكم المضيّف).. معيار اعتمده للعدل والإنصاف.. وضعت نفسي قاضيا للحكم على قضيّة بيئيّة.. تهمني شخصيا.. أيضا تهم الذين لم يولدوا بعد.. المثل قانون شعبي.. يحدد العلاقة ويرسم الحدود.. وضع الضّيف يخضع لوضع المضيّف.. وضعه الاجتماعي والاقتصادي، الثقافي والعلمي.. هناك حزمة أخرى من العوامل تدخل في مكونات وخلطة (الضّيف في حكم المضيّف)، أتركها لحسن تقديركم، أثق في حصافته وحكمته.
■ ■ ماذا يواجه الضّيف من مٌضيّفه؟! أعرف أنكم تخضعون لدرجات سلم الإمكانيات الشخصية للمضيّف.. هناك أنماط من كل شيء.. خلطة مكانة المضيّف تحدد موقعه في درجات سلّم الإمكانيات.. كل مضيّف كيان قائم بذاته.. هذا ما يجعل الضّيف أسير إمكانيات المضيّف.. عندها تقول العرب: (الجود من الموجود). كنتيجة هل نحسن أم نسيء لهؤلاء الضّيوف؟!
■ ■ هناك من يسيء لنفسه.. يسيء لبقية المواطنين ولبلده.. أحدد الحديث على البيئة.. أصبحت الضحيّة الأولى بين الضّيف والمضيّف.. ضحيّة الممارسات السلبية.. هل السبب غياب حقوق الضّيف؟! البعض أطلق لضيوفه العنان للتنكيل بالبيئة.. هل تخلّوا عن واجباتهم تجاه ضيوفهم؟! وصلت الإساءة مراحل يصعب علاجها والسيطرة عليها.. يصعب معها الشفاء.
■ ■ هناك من يطالب بمعاقبة الضّيوف على فعلهم السلبي مع البيئة.. عقاب الضّيف لا أحبذه.. لكن أدعو لعقاب المضيّف وبغلظة.. أحرّض عليه.. نقول (عمالة سائبة).. هؤلاء ضيوف أساء إليهم المضيّف.. لا أعترف بهذا المصطلح.. أعترف بـ(المضيّف السائب).. هو المواطن الذي لا يلتزم بالقوانين والأنظمة وشروط العقد.. هو المواطن الذي جعل الضّيف في وضع حرج.. جعله يتجاوز الانظمة والقوانين.. وجد البيئة مفتوحة الباب فاستغلها بشراهة.. عاث فيها تدميرًا وإفسادًا. ■ ■ ضيوف تحولوا إلى معاول وأدوات سلبية لهتك نسيج مكونات بيئة الأجيال القادمة ومصالحها.. ضيوف يقتاتون من ريع قطع الأشجار وإبادة الغطاء النباتي.. ضيوف يعيثون إفسادا في البيئة خرابًا وتلوثًا.. يحرقون حتى (كفرات السيارات) للحصول على المعادن بداخلها.. يستنزفون حتى المياه الجوفية لري مزارع يستأجرونها خارج إطار المراقبة الصحية والقانون.. أي حال أوصلهم لهذا؟!
■ ■ ضيوف جعلناهم يجنحون خارج إطار القانون، لتسديد اتاوات شهرية للمضيّف.. الأمر لم يتوقف على البيئة.. تعداه للصحة.. يرتكبون التجاوزات حتى بالمطاعم والبوفيهات.. المضيّف لا يهمه إلا الإتاوة الشهرية.. لا يسأل كيف جُمعت ومن أين أتت.. ضيوف قدموا إلى البلد بتطلعات واسعة.. يحملون أحلاما بطموحات ليس لها حدود.. ثم وجدوا أنفسهم بدوائر الإهمال والإهانة والتسيب.. ماذا نتوقع؟! هل يرجعون خائبين وقد تحمّلوا الكثير من أجل القدوم إلى بلدنا.. أسهل الطرق الاعتداء على البيئة وغطائها النباتي.. قطع الأشجار حيلة العاجزين.
■ ■ جعلنا الضّيوف (عمالة سائبة).. أحكم ببراءتهم في كل أعمالهم السلبية مع البيئة وغيرها.. أحكم بإدانة من استقدمهم؟! كل الضّيوف أبرياء إذا كانت تجاوزاتهم نتاج تقصير المضيّف.. التحطيب الذي تتعرض له البيئة جريمة أشبه بالقتل العمد للإنسان.. القضاء على الغطاء النباتي يهدد حياة الأجيال القادمة.. نحن أمام مسئولية عظيمة.. لا نتحدث إلا عن (العمالة السائبة).. تحدثوا عن أنفسكم كمضيّفين. ■ ■ أدعو لمحاسبة المواطن الذي سمح لضيوفه بتجاوزات العبث بالبيئة.. أيضا محاسبة الجهات المقصرة في أداء واجبات مبرر وجودها.. حتى أشجار الشوارع تتم إزالتها من جهات كان يجب أن تقوم بحمايتها.. من لا يحترم الشجرة لا يحترم الإنسانية.. إزالة وقطع أي شجرة في البلد يجب أن يكون بإذن رسمي وتحت إشراف دقيق من هيئة مختصة.. هذا من الإحسان لأجيالنا القادمة.