بعض الأسماء لا تختزل في جيل وتنسى في الأجيال المتعاقبة، فطيفها يحوم ويرفرف في الزمان والمكان، حتى لو كانت بصمة البدايات منذ زمن الطيبين عندما كان مشروب كراش وكندادراي والفصفص متعة الجمهور في مدرج المجنونة كرة القدم، مرورا بجيل كوستا وستاربكس وكنتاكي، فللماضي سحر لا يقاوم، وهيبة لا يمحوها الحاضر ولا المستقبل.
والخبر، المدينة الحالمة على ضفاف الخليج، هي بقعة ضوء في «الأتتيك» حتى أن جمهور ناديها القادسية الذي كان يملأ جنبات المدرجات الأسمنتية بالآلاف أيام سعود جاسم وفريد المعيدي وحمد الدوسري والطيب وأبناء الصغير وغيرهم، استكثروا هذه الأيام الحضور ولو بالعشرات لمدرجات تزينت بألوان الكراسي الزاهية لكنها فارغة جسدا وصوتا فغابت أهزوجة «هي هي هي القادسية» القادمة من منبع المدرج الخليجي «قادسية الكويت».
** لكن رجلا يدعى «أبو جورج» ظل صامدا وأحيانا وحيدا في المدرج القدساوي يلفه البرد فيرى في حضور مباريات بني قادس دفئا، وتحرقه الشمس وتغسله الرطوبة فيجد في مدرج ناديه أجواء جنيف وباريس، لم يتوار حتى وقادسيته تئن في دوري الدرجة الأولى، ولم يختلف حماسه من ذهاب إدارة ومجيء أخرى، وظل حضوره في المدرج متوهجا رغم صراعات صناع القرار في ناديه في الإدارات المتعاقبة.
أبو جورج واحد من زمن الطيبين الذي اعتبر ناديه بيته وأسرته ورأس ماله، وما زال كذلك يمرض لمرضه ويفرح لفرحه، ويبدو أن وعكة القادسية في دوري هذا الموسم أثرت عليه، ففضل أن يكون أيضا على السرير الأبيض هذه الأيام.
أدعو له بالشفاء، فهو واحة جمال في زمن قل فيه الوفاء والحب الحقيقي للأندية، فهو بحاجة هذه الأيام لدعواتكم وهو يرقد على السرير الأبيض.
