قبل الدخول في موضوع هذا المستشفى الخاص، دعوني أذكركم بحال مستشفيات مدينة الخبر، التي كانت ذات يوم رائدة للقطاع الصحي. ففي بداية الخمسينات تأسست مستشفيات الشرق وفخري والسلامة، وكانت تلك المستشفيات الأفضل ليس في المملكة فحسب بل في كل دول الخليج. لكن ومنذ تلك السنوات لم يطرأ تغيير أو تحديث لها، عدا تغيير اسم الشرق لمستشفى الدوسري. تضاعف عدد سكان الخبر وما حولها عدة مرات، ومع هذه الزيادة، زادت الحاجة للخدمات الصحية، خاصة في ظل عدم وجود مستشفى حكومي يعالج الناس. تذكرون ما كتبته قبل سنتين عن حال تلك المستشفيات، وهو حال مؤلم وخطير، فالمساحات صغيرة والمرضى كثر وتبادل الأنفاس أمر لا يطاق. أعود لموضوع مستشفى سعد، الذي يعتبر واحدا من أفضل وأفخم المستشفيات في الوطن العربي، من حيث المنشآت والبنية التحتية والتجهيزات الطبية والكوادر ذات الخبرة الطويلة. أحدث هذا المستشفى وكما يعلم الجميع، نقلة كبيرة في الخدمات الصحية لسكان المنطقة الشرقية ولدول الخليج، ومنح الفرصة لتوظيف مئات الشباب والشابات وعشرات الأطباء السعوديين، كما ساهم في تدريب من يحتاج منهم إلى تدريب. مؤلم أن يسقط هذا الكيان الكبير، وموجع أن يفقد عدد كبير من المواطنين وظائفهم، وخطير أن تفقد المنطقة مثل هذه القلعة الصحية المهمة، وغريب صمت وزارة الصحة وكأن الأمر لا يعنيها ولو كان الأمر متعلقا بفندق أو مجمع تجاري أو حتى مصنع أو معهد لهان الأمر، لكنه متعلق بمستشفى كبير يخدم شريحة عريضة من المواطنين والوافدين في ظل نقص كبير في الخدمات الصحية التخصصية.
ترى ماذا بعد ذلك!؟ الجواب لدى معالي الوزير الذي نحبه ونقدر جهوده فهل يستجيب!؟ لكم تحياتي.