بعد فتح أسواق (دونكي برغر) لم يبق حمار في العالم لم يشتره الصينيون مما رفع أسهم سوق (الحمير) وخلق لها عزاً لم تعرفه من قبل. في العالم العربي بالذات لقي الحمار من العنت والاحتقار، طوال تاريخه، ما لم يلقه أي حيوان آخر، رغم ما يبذله من جهد جهيد لإرضاء أصحابه وخدمة أغراضهم وتنقلاتهم. في مصر الآن تجرى تحقيقات صحفية وتلفزيونية عن شح الحمير في السوق المحلية وارتفاع ثمنها إلى حد غير مسبوق. وفي دول آسيا وأفريقيا هناك شكوى مريرة من تجفيف الصينيين لمنابع الحمير التي لا يستغني عنها المزارعون وتجار الشوارع الفقراء.
هذا، طبعاً، يهدد بحدوث أزمة عالمية (حميرية) ربما تعقد لها مؤتمرات ولقاءات على كل مستوى لبحث كف يد السوق الصينية الباطشة التي لا تريد حتى أن تُبقي على ما بيد الناس من وسيلة حرث ونقل طبيعية. أي أن رأس المال المندفع وشراهة العولمة التجارية واختراعات التسويق تريد أن تحرم الناس من أبسط وأحقر أشيائهم. وبذلك يكون العالم، ببساطة، مقبلا على وضع جديد هو إما أن تكون على قدر شراهته وسباقاته المادية الحادة أو ترحل إلى الآخرة حيث لا مكان حتى لصاحب حمار في عالم اليوم.
الصينيون، بالمناسبة، لا يقصدون سوقهم المحلي بهذه الحمير؛ بل يخططون لغزو أسواق العالم ببرغر الحمير الجديد لنكتشف بعد سنتين أو ثلاث أن القيمة السوقية العالمية لهذا المشروع الوطني الصيني تتجاوز مثلاً عشرة مليارات دولار. وبذلك يكونون قد نجحوا في اكتشاف منجم لثروة جديدة كان مهملاً ومحتقراً ولا يخطر على بال أحد.