يستشف من التصريحات الأخيرة التي أطلقها وزير الخارجية بالمملكة تفاؤل المملكة الكبير إزاء تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الرئاسة بعلاقات جيدة وقابلة للنمو بين المملكة والولايات المتحدة، فالدلائل تشير الى استمرارية تعميق العلاقات بين البلدين الصديقين في شتى المجالات والميادين لما فيه المصالح المشتركة العليا وتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من تلك المصالح.
والمصالح تتلاقى بين المملكة والولايات المتحدة في مسارات عديدة على رأسها المسار الاقتصادي، حيث تتطلع المملكة الى مستقبل اقتصادي جديد في ضوء تحقيق بنود رؤيتها الاقتصادية الطموح 2030، وقد عقدت المملكة سلسلة من الشراكات بينها وبين كبريات الشركات الأمريكية لتفعيل تلك الرؤية ودفع عجلتها الى الأمام.
وتحترم المملكة الرغبة المعلنة من جانب الرئيس الأمريكي المنتخب لاستعادة الدور الأمريكي في العالم، وهو دور يقوم في أساسه على تنمية العلاقات الأمريكية مع كافة الدول الصديقة في المنطقة وعلى رأسها المملكة.
والعلاقات السعودية الأمريكية ليست وليدة اليوم، وانما نشأت مع بداية اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – مع الرئيس الأمريكي وقتذاك روزفلت، حيث بدأت علاقات قوية وهامة بين البلدين انعكست إيجابياتها على مختلف الصعد وعلى رأسها الصعيد الاقتصادي.
وتلتقي المملكة مع الادارة الجديدة المنتخبة على محور حيوي يتعلق بهزيمة الارهاب، وقد عانت الولايات المتحدة والمملكة الأمرين من العمليات الاجرامية الارهابية، ويهم المملكة والادارة الجديدة احتواء الارهاب وتضييق الخناق على هذه الظاهرة الى أن يتم اجتثاثها من جذورها.
كما أن المملكة والادارة الجديدة المنتخبة تلتقيان أيضا في محور آخر يتعلق بمنع النظام الايراني من ممارسة سياسته العدوانية السلبية في المنطقة، والبلدان يشجبان التدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
ويبدو من تصريحات وزير الخارجية السعودي أن التفاؤل كبير جدا في التعامل المستقبلي الجيد بين المملكة والولايات المتحدة، وهو تعامل ينطلق أساسا من الاحترام المتبادل بين البلدين الصديقين، وأهمية القيادتين في تحقيق أوسع المصالح المشتركة، والسعي لحلحلة الأزمات العالقة في كثير من أمصار وأقطار العالم بروح من المسؤولية والرغبة في إحلال الأمن والسلم الدوليين.
المصالح التي تستهدف تحقيق المصالح المشتركة بين المملكة والولايات المتحدة تستدعي تعميق الروابط التاريخية بينهما في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والمالية للوصول بها الى أرفع المستويات تحقيقا لمصالح البلدين الصديقين، وتحقيقا لأمن واستقرار دول المنطقة وسيادتها ومصيرها.