حيوية التطرف تكمن في تلك الإرادة الطائفية التي يمكن أن تكون كامنة لدى كثيرين يحسبون أنهم يخفون قدراتهم التدميرية للوعي، إذ إن بعضهم صريحون في نفخ الكير الطائفي بكل خبثه وهم بالضرورة لا مكان لهم في المجتمع ومعدل خطورتهم عال بلا شك، غير أن الأكثر خطورة أولئك الذين يختبئون بفكرهم المتطرف وهم يبثون سمومهم سواء عبر المواقع الاجتماعية أو المنصات التفاعلية.أصبحنا كثيرا ما نرى أو نقرأ طروحات تميل بصورة قسرية باتجاه الفكر المتطرف، وتلك رؤية متعالية وغير موضوعية تتطلب الوقوف عندها، فمن قبل دعشن أحدهم المجتمع بصورة مطلقة وعامة، وأخيرا أحدهم يرى أن 92% من عينة من المجتمع يكرهون داعش، وليس في ذلك شيء غير أن التعليق يحمل كل الكراهية للمجتمع حين يعلق «إن صح هذا، فالكراهية للاسم فقط، غيّروا لهم الاسم ثم تفرجوا» وهنا عدة أسئلة يستدعيها التعليق لا بد من العثور على إجابات لها .فهذا الرجل يستنكر بداهة كره المجتمع لداعش ويصر على أن يكون ذات المجتمع داعشيا بإنكار كراهيته لداعش، وأول الأسئلة: لماذا السخرية من النسبة خاصة وأنها نتيجة لدراسة؟ ولماذا الإصرار على دعشنة المجتمع؟ ولماذا تسطيح فكره وعاطفته الرافضة لداعش؟ وماذا يريد من تعليقه؟ وعلى ماذا نتفرج؟ ولماذا نتفرج أصلا؟ ومن هو؟ وماذا يمثل حتى يضع نفسه قيّما على فكر الناس وعواطفهم؟
انتاج التطرف بمثل هذا الطفح الفكري لا يخدم إلا الطائفيين، وكان أولى بمن يسخر من اتجاهات المجتمع أن يكون أكثر نزاهة وموضوعية في تقديم رؤية إيجابية داعمة لكره الناس للتطرف بكل أنظمته واتجاهاته، ولا يمكن حتى أن نضع مثل تلك التعليقات غير المنصفة في نطاق إيجابي كأن يكون جلدا للذات لأن النية لم تكن حسنة في الطرح الذي حدث في التعليق على الدراسة.
المجتمع يأنف التطرف والإرهاب ولا يقبل به، وذلك أمر أثبتته هذه الدراسة وغيرها، ولا يمكن أن تكون محصلة نبذ التطرف لي عنق الحقيقة لمدّعين يبذلون أقصى جهدهم الطائفي لإلحاق المجتمع بالإرهاب والتطرف دون مبالاة بالنتائج، ذلك يجعل عملية معالجة الأضرار التي تتسبب فيها القلة المتطرفة أكبر لأن هناك من يعيدون انتاجها وتعميمها بصورة قاسية ومؤسفة وغير علمية وليست دقيقة، لذلك مطلوب أن نضع حدا لأولئك لأنهم أشد خطرا من الذين يعلنون ولاءهم للتطرف لأنهم ينخرون من داخلها وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.