السجن والسجين لهما وقع سلبي مهما تغيرت المسميات، فكلمة سجن فيها ألم بينما إصلاحية تبعث في النفس روح الامل ولكي يكون للتغيير أثر لابد من تغيير المفهوم لدى أفراد المجتمع وليس فقط المسميات، لان ثقافة المجتمع سلبية في هذا الجانب
و للقضاء على هذه النظرة السلبية، يجب رفع ثقافة المجتمع من جانب، وتعاون الجهات المعنية من جانب اخر في الرقي في التعامل مع نزلاء الاصلاحيات، علينا ان نبدل نظرتنا بان كل من دخل الاصلاحية دخل الى مكان لتهذيبه لا لتعذيبه أو التشهير به ولن تبقى (وصمة) العار تلاحقه طول العمر بعد طلوعه! مؤلم جدا ان نسمع من بعض السجناء ممن يتمنى لو يعود إلى سجنه لكي يرتاح من نظرات الاحتقار وهمزات ولمزات المجتمع من حوله، هؤلاء السجناء يشعرون انهم ما زالوا داخل الاسوار ومحاطين بسياج العار وخرسانة الاهانات وسجن المجتمع ونظراته أكثر ألما من السجن وبواباته.
ما شاهدناه في ملتقى أسبوع النزيل الخليجي بالشراكة مع المديرية العامة للسجون، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية من ابداعات النزلاء سواء كانت أعمال مجسمات خشبية أو صورا أو حياكة وخلافه خير دليل على ان لديهم مهارات عندما توفرت لهم البيئة الصحية للعمل والابداع، فهم ببساطة لم يولدوا مجرمين ولا مروجين أو نشالين الخ، ولكن هناك بيئات سلبية جعلت منهم ارضا خصبة لان يكونوا كذلك. بحمد الله أصبح مكان السجون عبارة عن معامل (استصلاح) ان صح التعبير، فهناك العديد من الجمعيات التي تعمل بجد واحترافية بالتعاون مع ادارات السجون للمساهمة في دعم النزلاء وذويهم كلجنة تراحم وغيرها من الجمعيات، ولا أستطيع ان انهي المقال دون ذكر وشكر كل من شارك في ملتقى النزيل الخليجي وسوف احاول جاهدا ذكر الجميع، فمن سقط اسمه في المقال، لن يسقط عند الله وهذا هو الأهم !! الشكر ممتد لكل من جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل، جمعية تعافي، جمعية بصيرة وإدارة الجمارك وادارة التعليم ووزارة الصحة، وادارة السجون، الجمارك، الكليات التقنية، مستشفى قوى الأمن، واكرر اسفي لمن سقط اسمهم في مقالي لكن ما قدموه لن يضيع ولن يسقط عند الله.
لقد احسنت وزارة الداخلية والمديرية العامة للسجون ممثلة في إدارة سجون جدة وإدارة إصلاحيتي جدة وبريمان وإدارة العلاقات العامة والإعلام صنعا على إتاحة الفرصة لعدد من الاعلاميين للاطلاع عن قرب على احوال السجناء وكيفية المعاملة معهم من نظافة مسكن ومأكل ومشرب الخ... وبحكم علاقتي ببعض من زار السجن من الاعلاميين، كانت لهم الحرية المطلقة لمشاركة متابعيهم من خلال ما تم نقله عن طريق السناب لذا كنت كما كان غيري على اطلاع تام على كل ما تم تغطيته في تلك الزيارة، وهذه من حسنات العولمة والانفتاح ولم يعد يتناسب مع هذه المرحلة ما كان يتناسب مع الحقبة الماضية، حيث كانت عبارة (ممنوع التصوير) مقبولة! فتح السجون للإعلاميين لزيارة بعض العنابر جميل، ولكن ترك الاعلاميين يختاروا العنابر بأنفسهم مستقبل أجمل، الاهتمام بالنزلاء جميل، ولكن الاهتمام بهم ودراسة أوضاعهم قبل ان يصبحوا نزلاء أجمل، الاهتمام بكل من يغادر السجن بدعم مالي جميل ولكن توفير الفرص الوظيفية لهم أجمل، واخيرا احترامهم وتقديرهم وعدم تذكيرهم بما مضى هو -الأجمل-...
¶ كاتب