هناك أقلام لا تستحق الحياة، فقد انتشرت الفيروسات في حبرها، ولذلك فوجودها ضرر على أصحابها، ومجتمعاتهم، ومن الصعوبة أن يأتي منها خير، وبالتالي فالواجب السعي حتى ولو بالإحراق؛ لكي لا تنتشر العدوى، ومن هذه الأقلام: • القلم العاطل: هذا القلم لا يحمل هدفا ولا رسالة، يغرد خارج السرب بعيدا بعيدا، لا ينشر وعيا، ولا يسعى في حل مشكلة، بل هو مشغول بلا شيء! • القلم الأفعى: وهذا القلم متخصص في لدغ الأبرياء، والتلذذ بالتهام الفرائس. • القلم السلم: هذا القلم يستخدمه صاحبه كأداة لحمله نحو الشهرة الوقتية، حتى ولو كان ذلك بالصعود على أكتاف الآخرين ومصائبهم. • القلم الملوث: هذا القلم متخصص في نقل أدران القلب، من غل وحسد وحقد، فيتفنن صاحبه في تحويل ما يحمله قلبه من سوء إلى كلمات مكتوبة. • القلم الأعور: هذا القلم يعاني من عمى في عين الأمانة لديه، ولذلك فهو أعور يهمل الجوانب الإيجابية ويركز على السلبية، ويركز على قضايا ويتجاهل أخرى رغم أنه خبير بكل منهما، ويتفنن في ترك سطور من كلام من يخاصمه ليأخذ جزءا من سطر يظن أنه يستطيع من خلاله إدانة من يترصده. • القلم البليد: وهذا القلم يكرر نفسه ويعيد ذاته، لا يطور صاحبه ولا يأتي بجديد، وكثيرا ما يتعالم صاحب هذا القلم، ويظن أن العلم منه يبدأ وإليه ينتهي. • القلم المستبد: وهذا القلم يضع في عنق صاحبه أغلال البحث عن رضا الآخرين، ومتابعة ما يريد الجمهور، فهو كبرنامج «ما يطلبه المستمعون» مع الموضة وما ترغب به مواقع التواصل الاجتماعي. • القلم المكوك: وهذا القلم ترك رسالته، وأخذ يتنقل بصاحبه بين أفلاك أصحاب السعادة والمعالي، حبره الداكن يراق لمن يدفع أكثر، وعينه قابلة للكسر في كل لحظة. • القلم الموبوء: وهذا القلم مصاب بمجموعة من الأمراض الخطيرة، فهو عليل بالاسترزاق، ومدمن على الكذب والنفاق، وملوث بإشاعة الفاحشة. هذه مجموعة من الأقلام المريضة، وأتمنى ألا يكون قلمي أحدها!