DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حسين.. حمود.. محمد: الحلم لا يستمر حلمًا

حسين.. حمود.. محمد: الحلم لا يستمر حلمًا

حسين.. حمود.. محمد: الحلم لا يستمر حلمًا
أخبار متعلقة
 
اتصل علي هذا الأسبوع وقال لي حرفيا هل تذكر عندما أقمت لي حفل الوداع لمغادرتي الشركة، وقلت حينها للحضور خذوا رقم هاتف هذا الشاب لأنه سيكون شيئا كبيرا ورقما صعبا في المستقبل، قلت له نعم أتذكر ذلك جيدا، ومازلت مؤمنا به. قال لقد أصبحت كذلك ثم عاد وبعث لي عبر تطبيق «واتساب» هذه الرسالة حرفيا: «كل مرة أحقق نجاحا أتذكر ما ذكرته عني، أحيانا كلمات بسيطة ولكن لها تأثير قوي على الناس وعلى مستقبلهم»، وقدم شكره ودعواته. كانت كلماته أيضا لها تأثير قوي جدا علي لدرجة أنني اتجهت مباشرة إلى جهازي وبدأت كتابة هذا المقال. ما فعلته مع هذا الشاب لم يكن معجزة بل كان تصرفا له مفعول السحر عليه، فلقد وجدته مركونا في احدى الإدارات في وظيفة أقل من مؤهلاته لكنه كان شابا طموحا لا يركن للكسل قط ولا يسلم نفسه للراحة ولا ينتظر النتيجة قبل أن يفعل الاسباب، وحينها تنبأت له بمستقبل كبير واستدعيته وقلت له إنك لا تنتمي إلى هذا المكان، وقمت على الفور بنقله إلى احدى الإدارات التابعة لي. لم يخذل إيماني به فبدأ يتعلم في قطاع جديد عليه حتى تمكن منه في وقت قياسي، وبدأت العروض تنهال عليه. حينها جاءني وبيده عرض وباليد الأخرى استقالته فوقعت عليها دون تردد، وبدت عليه علامات الصدمة، فقد كان يتوقع أن أقوم بثنيه عن الاستقالة لكنني قلت له إنك لا تنتمى إلى هذا المكان وهذه الوظيفة. وتكررت لاحقا اتصالاته بي للاستشارة حول عروض وظيفية جديدة وفي كل مرة أقول له ارحل، فإنك لا تنتمي إلى هذا المكان لأنني اعلم يقينا انه يستحق اكثر من ذلك، واعلم يقينا أن من يجتهد ويكافح فإن الله لا يضيع عمل عامل منا. شكرا حسين الدويس فلقد جاءتني كلماتك كبلسم تبكيني مرة وتسعدني أخرى، وتؤكد أن الاستثمار في الإنسان هو أغلى واثمن استثمار. قصة الشاب الطموح والمكافح حسين أعادت للذاكرة قصص النجاح التي عاصرتها، ويجب أن تروى لتكون منارة لأولئك القابعين في الظل ويلعنون الظلام ليل نهار وأولئك الذين يضعون العراقيل أمام أقدامهم بدلا من البحث عن الحلول. قصص تعزز فكرة أن الإنسان مقيد بتصرفاته لا بمحيطه وانه أسير هواه لا الآخرين وان حاضره نتاج ماضيه وان الحصاد يحتاج إلى كد وتعب وعزيمة وإيمان مطلق بالله. تذكرت حينها زميلي في العمل وهو في منتصف العمر والذي بدأ في نشاطه التجاري ليحقق فشلا تلو الآخر ويواجه التحديات وكنت دائما اسأله متى ترتاح من هذه الأعمال فكان يجيبني بأنه لن يرتاح حتى يرى المليون وقد دخل حسابه، وكنت أتعجب من يقينه التام وبأسه رغم الصعوبات ولا أنفي أنني كنت اضحك معه على جوابه مع ثقتي التامة بأنه سيحقق يوما ما يصبو إليه. هذا الرجل لم يكترث للتحديات وكان نفسه أطول من فشله وصبره أشد من المعوقات والمثبطات وأخذ يصارع الأمواج وتحول مسار (الفشل ثم الفشل) إلى مسار (الفشل ثم النجاح) وهكذا حتى أصبح مسار الفشل من الماضي وحقق الرجل مراده وأصبح رجل أعمال وانتقل من موظف إلى رب عمل يمارس نشاطه داخل وخارج المملكة. في كل مرة أقابله نتحدث عن هذه القصة فيؤكد لي أن كل الصعوبات تتكسر أمام الإرادة وأنك تصبح في المستقبل ما تعمل له وليس ما تحلم به. شكرا حمود الشراري فإنك تستحق أكثر من ذلك. أما الرواية الأخيرة فهي قصة نجاح لم تكتمل بعد وتنسج خيوطها بإذن الله. انه نجاح بدأت تظهر معالمه لشاب سعودي يافع قابلته مصادفة في نوبة عمله في أحد الفنادق في دبي وقد شد انتباهي بتعامله الراقي وأسلوبه الساحر. لم انتظر طويلا بفعل الفضول حتى اخترقت خصوصيته لأدخل في حوار ممتع معه عن تواجده هنا في دبي فقال لي انه حصل على شهادة في السياحة والفندقة وحينها لم أتردد فورا في سؤاله عن تواجده في دبي وبعده عن الوطن رغم الفرص الوظيفية المتاحة في هذا القطاع في المملكة، فكان جوابه مشرفا ويعكس عقلية هذا الشاب، حيث قال انه يعمل في دبي رغم غلاء المعيشة وبعده عن أهله وظروفه المالية؛ لأنه يريد أن ينهل علم السياحة من منبعه حيث تملك دبي رصيدا هائلا من الخبرات في مجال السياحة بشكل عام والفندقة بشكل خاص، وقال إنه لن يعود للسعودية إلا وقد تسلح بهذه الخبرات المهنية ليبدأ هناك من حيث انتهى الآخرون. كان الحديث معه قصيرا بحجم عمره ولكنه مشوق وكبير بحجم عقله وطموحه، تتعجب فيه من إصرار هذا الشاب وتصرفه رغم قلة خبرته في الحياة. اجزم أن الغربة ستصقله والعمل هناك سيرفع من شأنه. فقط تذكروا محمد الغامدي، تذكروا هذا الاسم في عالم الفندقة لأنه حتما سيعود ويعود كبيرا ليؤكد أن بذل الأسباب والعزم هما أساس النجاح. مع حسين وحمود ومحمد لا يمكن للحلم أن يستمر حلما.