في كلمته الضافية أمام افتتاح دورة مجلس الشورى أمس أكد قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله– على مسألة حيوية هي أن الشورى تمثل منهج الدولة منذ عهد تأسيس الكيان السعودي الشامخ على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، فقد كان لهذا النهج أهميته القصوى منذ ذلك العهد وحتى العهد الميمون الحاضر في تقدم هذه الأمة ورقيها.
وهذا النهج القويم الذي بدأ به المؤسس إقامة كيانه وقد تمسك به أشباله الميامين من بعده حتى اليوم الحاضر هو النهج الاسلامي الراسخ الذي يحكم الدولة في كل شأن وأمر، والعودة اليه والتمسك به يمثل المنهج الصائب الذي أمر به الاسلام، وأمر باتباعه واتخاذه ديدنا لتحكيمه في كل أمور المسلمين، وهو النهج الذي يمثل بكل تفاصيله وأجزائه الانطلاقة المثلى لبناء المملكة ورقيها وتحضرها.
لقد أكد خادم الحرمين الشريفين في كلمته الضافية تلك أن آراء ومقترحات أعضاء مجلس الشورى ستكون محمل تقدير الدولة واهتمامها ومحل تقدير المواطنين ومحل تقديره شخصيا، وهو تقدير يدل على أهمية هذا المجلس ومكانته الرفيعة والرغبة في العودة الى كل مقترحاته وآرائه لما فيه تقدم هذا الوطن ومصلحة المواطنين، وهما الركيزة الحيوية والمحورية لأعمال المجلس.
وكما قال قائد هذه الأمة– يحفظه الله– فان مختلف الأعمال التي تبذل من قبل أعضاء المجلس تصب في روافد مصلحة الوطن والمواطنين ولا تصب في مصالح فئوية أو حزبية أو شخصية، وهذا ما ركز عليه أعضاء المجلس وهم يقرأون القسم أمام الملك المفدى، فكل المقترحات والآراء لا بد أن توجه الى ما فيه خدمة الوطن والمواطنين، ويهم الدولة الاستماع الى كل الآراء التي تصدر عن المجلس لما فيه تعزيز تلك الخدمة وتحقيق تفاصيلها على أرض الواقع.
ما يميز أعضاء مجلس الشورى بالمملكة وما يغبطون عليه هو تركيزهم بالفعل من خلال دراساتهم لمشروعات الدولة وابداء مقترحاتهم وآرائهم حيالها اهتمامهم بمصالح الوطن والمواطنين، وهي مصالح عليا تحرص عليها الحكومة ويهمها أخذ الرأي والمشورة من مجلس أنيطت بأعضائه مهمة حيوية كبرى من شأنها دعم كافة المشروعات المؤدية باذن الله الى دفع عجلة التقدم والتنمية والنهضة بالمملكة الى الأمام بأسرع وقت قياسي.
ووصية خادم الحرمين الشريفين لأعضاء الشورى بتقوى الله في السر والعلن هي وصية غالية فرضتها تعاليم ومبادئ العقيدة الاسلامية السمحة على كل مسلم يحمل مسؤولية الشورى على عاتقه، وهي مهمة ليست سهلة وتقتضي الاحتكام دائما لتعاليم الاسلام ونهجه القويم، وتقتضي الاحتكام في الوقت ذاته الى تقوى رب العزة والجلال في كل رأي أو اقتراح يبديه من أنيطت به مسؤولية الشورى، وهي مسؤولية وطنية كبرى في تأديتها خدمة لمبادئ الاسلام وتشريعاته الربانية.
إن الحرص على مصالح الوطن والمواطنين هو ما يجب أن يتحلى به كل عضو من أعضاء مجلس الشورى، ويجب أن يكون هذا الحرص الذي يمثل أهمية حيوية ومحورية نصب أعين الجميع لما فيه تقدم الوطن ونهضته وتنميته من جانب، ولما فيه رفاهية المواطنين ورخاؤهم وعيشهم الكريم من جانب آخر، فالمسؤولية المناطة بأعضاء مجلس الشورى كبيرة للغاية، وهم أهل لتحمل هذه المسؤولية وتحمل أعبائها.