هذه المدرسة ليست مثل المدارس الأخرى، هذه المدرسة بقعة مضيئة في نهج تعليمنا الكامل، الذي شابته وتشوبه الكثير من الانتقادات ويعتريه نقص حركي عصري نعلمه جميعا، وبدأنا، وهذا أمر يدعو للتفاؤل ويحمل مؤشرا مبشرا، بالنقاش الصريح والمفتوح في المسألة التعليمية في البلاد. مدارس الظهران مدرسة يحلم بها المعلمون الذين يريدون بيئة يقدمون فيها أفضل ما لديهم، ويتطورون بها. هي حلم مدير أي مدرسة يمكن أن تكون لديه ماكنة علمية حسنة الصنع ليشغلها بأفضل الطرق التي تعلمها واكتسبها وتتسع قدراته ويستشف مداخل واضحة ومشرقة لصناعة علمية متقدمة. وهي حلم الأهالي..
(أعطني مدرسة جيدة؛ وخذ أمة ناهضة)، قول لا يعترض عليه اثنان.
مدرسة الظهران الأهلية فخر المدارس، والمنطقة الشرقية تحتفي بها كمؤشر على الاستطاعة في أي مجال نريد جادين أن نبرع بِه. أربعون عاما مرت على هذه المدرسة، تنمو كل سنة بعلم جديد، بخبرة تصنع الجديد، وتخرج أجيالا مهمتها الأولى المقدرة على التجدد والتجديد. ولو تسنى لكم زيارة معرض المدرسة في الدوحة بالظهران ستجدون حسن العرض الذي يكشف عن الحقبات العلمية التقدمية المفصلية في عمر هذه المدرسة، التي صارت أيقونة يفخر بها عاملوها وخريجوها.
خلال هذه العقود الأربعة، أثرت هذه المدرسة وغيرت في العالم، وإني أقول ذلك حرفيا. فمنها خرج تلاميذ غيروا بيئتهم المحيطة للأفضل في مجالات العمل والتجارة والوظيفة والإبداعات والنجاحات الفردية في المنطقة وفي البلاد وفي العالم، فأحد خريجيها من أفضل أطباء القلب في العالم، وواحد يعمل حاليا مستشارا لرئيس وزراء كندا. والجانب الآخر من القصة، هو الجرأة على الحلم، فهذه المدرسة التي بدأت من أربعة عقود كانت حلما في ذهن فتى بأول عمره آنذاك، وهو رجل العلم والأعمال خالد التركي مع جمع من الحالمين أمثاله، ثم هو عمل مشرق لأرامكو في نظرتها الاجتماعية، حيث ساهمت فيما بعد في إكمال مشروع واحدة من أشهر وأهم المدارس في المملكة. المدرسة التي بدأت في بيوت خشبية حول أراضي السكة الحديد، صارت مبنى عصريا معماريا أنموذجيا. ولكن شيئا واحدا لم يتغير بها، هو روح البداية، التي ما زالت وقود تفوق مدرسة الظهران الأهلية وتنير لها الطريق.